كتاب سبر

النهج “الداعشي” في السياسة العربية

في سوريا الجريحة رأينا من يهدم الحلم الذي نزفت لأجله دماء أطفال ونساء ورجال سوريا حتى أصبحت جثثا ممزقة ومشوهة… رأينا «داعش» التي دخلت لسوريا تحت لواء نصرة الشعب السوري فتغير اللواء فجأةً إلى إقامة خلافة على جثث السوريين التي مازالت تنزف!.. «داعش» أرادت خلافة لنفسها دون الرجوع للشعب ولبقية ألوية وكتائب المجاهدين والجيش الحر الذين تفرغوا لقتال النظام النصيري وحلفائه من حزب اللات وإيران وفيالق العراق.. ولم تكتف «داعش» بذلك، بل أصبحت خنجرا مسموما في ظهور المجاهدين، ما دفع أمريكا والغرب والتيارات العلمانية العربية وطغاة العرب، لمحاربة المجاهدين والأحرار من الجيش الحر إعلاميا ونفسيا وتشويه صورهم تمهيدا لتصفيتهم جسديا، بحجة أنهم «دواعش»..!
النهج «الداعشي» ليس مقتصرا على الجهاد في سوريا والعراق، ففي السياسة العربية أصبح النهج «الداعشي» حاضرا وبقوة، ولنا في مؤيدي انقلاب العسكر والذين تجاهلوا جرائم حزب اللات في لبنان وسوريا وحشد الطائفية في العراق وجرائم إيران في الأحواز وجرائم البوذيين في بورما من حكومات عربية وعلمانية وليبرالية وأدعياء السلفية خير مثال .. وفي الكويت أيضا توجد النهج «الداعشي» منتشرا سياسيا وشعبيا نوعا ما.. فهناك من الشعب من يفتقد للخدمات الضرورية التي يحتاجها هو وأبناؤه ومع ذلك تجده يقف في صف التاجر الفاسد والمسؤول المتنفذ والحكومة التائهة، ويبرر لهم تخبطهم..! وتجد السياسي يحرك شبيحته لضرب السياسي الفلاني لحساب أسياده، وتجد السياسي الفلاني الآخر يدس السم في العسل ويستعمل خبثه للوصول لغايته.. وسياسي كالنائب نبيل الفضل يُسوّق لتشريع قانون الخمور ويطالب بعدم التعرض لمن يؤيد الحوثي ولكنه في نفس الوقت يطالب بهدم مركز “وذكّر” على رأس صاحبها فؤاد الرفاعي !!.
فكل هذه النماذج تنتهج النهج «الداعشي» ، مثل الطعن في خاصرة كل شخص يرفع صوته مناديا بالحقوق ، أو الوقوف كحجر عثرة في طريقه، ومن ثم يصورون للسذج والغلابة بأن هؤلاء الذين يقفون معهم ويطالبون بحقوقهم، ما هم سوى أصحاب فكر جهنمي يريدون إلحاق الأذى بهم وبأبنائهم… لذلك نهج «داعش» الأناني سيكون في المستقبل شماعة لضرب كل جهد عربي سواء جهادي أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي.
‏?@ibn_khumyyes