كتاب سبر

لا تخلونها تخيس

في شهر فبراير من العام الماضي 2014م، نشرت الصحف خبر يؤكد بأن ارتفاع أسعار الأسماك في السوق نتيجة لتعمد الشركات بتخزين أطنانًا تكفي لرفع الأسعار تدريجياً إلى أن يصل سعر كيلو ” الزبيدي ” الكويتي إلى 20 دينار !! وأكثر، بالطبع هذه مخالفة صريحة للشرع والقانون فهذا احتكار يضر شريحة كبيرة من المجتمع ونفعه يعود لقلة قليلة من التجار تباعا.
وأيضا كما عودتنا حكومتنا بحلولها الترقيعية المؤقتة، مر الزمن بوعود بحل جذري ولم نشهده حتى هذه اللحظة، مما يدل على أن لتجار الأسماك أيادي لا رادع لها في صنع وتسكين القضايا المضرة بمصلحة العامة وعوائدها تزيدهم جشعًا وطمعًا بالمزيد.
وقبل ثلاثة أيام تداعى بعض المغردين بإعادة طرح فكرة مقاطعة الأسماك فتفاعل المغردون مع الحملة لشعورهم بنفس المعاناة وأن لا حل حكومي قادم لأنهم لا يشعرون بهم، فرأينا جميعاً النتائج الأولية التي اعتبرها جيدة جدًا، وأنا سعيد جدًا ليس لأن الأسعار هبطت “لأنني مقاطع بالفطرة”، فمن يعرفني عن قرب يعلم بأنني لا أستطيع أكل الأسماك لأسباب صحية، ولكني سعيد ومتفاعل مع الحملة بهدف ألا ” أجعلها تخيس”، فقط لأنها لا تمسني شخصياً، فهذه ثقافة حسنة ويجب دعم مثل هذه الحملات بما أوتينا من قوة، حتى نثري ثقافتنا وثقافة أجيال قادمة بكيفية التعامل والتعايش مع حالنا وأحوالنا.
يجب علينا بأن لا نمكن التجار الجشعين لتحقيق رغباتهم الشخصية أياً كانت سلعهم وأن لا نسمح لهم بالتلاعب بنا لمجرد رغبتنا وحاجتنا بإقتناء تلك السلع، فعليهم فهم واستيعاب ومعرفة أننا شعب ينبذ الجشع والإستغلال وأن البدائل تتوفر حينما نبحث عنها، ولن نفكر في مصالحنا الشخصية، فكما هو شعار الحملة “إن كنت تستطيع فغيرك لا يستطيع”.
غاندي قال للشعب الهندي: “كلوا مما تنتجون والبسوا مما تصنعون وقاطعوا بضائع العدو”، فصنع الهنود ملابسهم بأيديهم، وهنا نجد المشابهة.. فالتاجر الجشع عدو لـ”جيبك” الذي هو حيلة متوسطي الدخل، فالمقاطعة وسيلة ضغط وثقافة يجب “ألا نتركها تخيس”.
•أخي المواطن والمقيم:
إذا استهوتك نفسك لشراء سلعة مضاعف ثمنها
تذكر .. أنك اليوم قادر … ولكنك غدًا ستلعن شهوتك
عندما لا تجد ثمنها .. وشهوة أولادك بها .
   ” فلا تكسر القاعدة فتنكسر أنت غدًا أمام أبناءك “
بقلم / م. بندر الهاجري
@Q8bndr