عربي وعالمي

تعز اليمنية.. حصار وجوع وأمراض

الأوضاع المتدهورة بتعز اليمنية تنذر بحصول كارثة إنسانية يتطلب تفاديها توفير كميات كبيرة من الأدوية وتنفيذ مشاريع مياه ونظافة وتوفير الغذاء والإيواء لآلاف النازحين الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة مدنهم وقراهم.

حذّرت جهات إغاثية من حصول كارثة إنسانية تهدد سكان محافظة تعز اليمنية البالغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة في ظل تفاقم الوضع الصحي والبيئي وتفشي مرض حمى الضنك بشكل كبير.
وقال ائتلاف الإغاثة الإنسانية إن تعز تشهد منذ خمسة أشهر كارثة إنسانية، وحذر من حصول مجاعة بسبب استمرار الحرب والحصار.
وقد أدى هذا الوضع لتدهور الأوضاع لمرحلة خطيرة وصولا إلى حد إعلانها منطقة منكوبة من قبل الحكومة الشرعية.
الائتلاف الذي يضم 200 جمعية ومؤسسة خيرية عقد اليوم الأربعاء مؤتمرا صحفيا للإعلان عن احتياجات الإغاثة العاجلة في المحافظة.
وقال رئيس الائتلاف عبد الكريم شمسان إن الأزمة الإنسانية ظلت تتفاقم وتتوسع، وكانت نهايتها توقف بعض المستشفيات عن العمل بسبب عدم وجود الدعم ونقص الأدوية والمصاريف التشغيلية، في ظل ازدياد عدد الحالات التي تستقبلها وتصل أحيانا إلى 80 حالة في الساعة نتيجة القصف العشوائي.
وأشار إلى أنه تم توقيف الموازنات الحكومية المعتمدة لتعز الخاصة بالخدمات الصحية والغذائية والماء والكهرباء والبيئة منذ أبريل الماضي.
وأوضح أنه صودر في الفترة الأخيرة 15 طنا من الأدوية الخاصة بالملاريا وأمراض أخرى، والمقدمة من برنامج الصحة العالمية، وأحرق مستودع مركزي يحوي 400 ألف ناموسية وأدوية مخصصة للمحافظة بقيمة 700 مليون ريال يمني (الدولار الأميركي= 214 ريالا يمنيا) منها اللقاحات الخاصة بالأطفال.
من جانبه, أكد وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي أن الحكومة اعتمدت مليون دولار ضمن خطة عاجلة لإغاثة تعز، إلا أنه لم يصل منها سوى  200 ألف دولار.
ولفت إلى أن الخطة المقدمة للحكومة الخاصة بمساعدة تعز تتركز على أولويات النظافة والصحة ومياه الشرب.
وقال الأكحلي إنه سيتم العمل على رفع وإزالة مخلفات القمامة من الشوارع والأحياء المتراكمة منذ شهور خلال الأسبوع القادم بعد تخصيص مبلغ 90 مليون ريال لمجال النظافة تشمل أجور العاملين والنقل وغيرها.
ودعا الحكومة لإعطاء تعز الأولوية في الإغاثة باعتبارها مدينة منكوبة. وحث المنظمات الإنسانية على التحرك لتلافي وقوع الكارثة بالتعاون مع السلطة المحلية.
وفي المؤتمر الصحفي, حدد الائتلاف الاحتياجات العاجلة للمحافظة، وتشمل خمسة مجالات، هي الصحة والبيئة والإغاثة الغذائية والإيواء والمياه والمشتقات النفطية.
وحددت هذه الاحتياجات بناء على بحوث ودراسات ميدانية عكف عليها الائتلاف في الشهرين الماضيين عبر لجان متخصصة, ودعا الحكومة والمنظمات الدولية للمساعدة في تنفيذها.
وتدعو الخطة لتوفير متطلبات المستشفيات العاملة من المصاريف التشغيلية والأدوية وعلاج الجرحى وتوفير علاجات الأمراض المزمنة وحملات البيئة والنظافة.
كما تطالب بتوفير أزيد من 22 ألف لتر من البنزين والديزل شهريا للمستشفيات العامة والمرافق الصحية والمؤسسات الإغاثية والآبار.
وطالب الائتلاف بتوفير 450 ألف سلة غذائية للنازحين والمتضررين ودعم ورعاية 74 مركز إيواء تضم أكثر من 16 ألف شخص إلى جانب الأسر النازحة المقيمة مع أقاربها.
وتطالب الخطة بتنفيذ مشروع لتوفير مياه الشرب والاستخدام لمليوني شخص وإعادة تأهيل 80 بئرا وإيصال المياه للأسر المتضررة.
يشار إلى أن الحكومة اليمنية أعلنت تعز مدينة منكوبة في 24 أغسطس/آب الماضي, حيث اتهمت مليشيا جماعة الحوثي بشن حرب إبادة بحق المدنيين ودعت المجتمع الدولي لحمايتهم.