كتاب سبر

وزيرهم يخاف من كلمة.. ترا استجوبك!

عندما هوجمت أمريكا بالطائرات فيما عرف بغزو الطائرات وقتل المئات من الأمريكان ومن غير الأمريكان رأينا ردة الفعل الأمريكية مقابلها وكانت بتدمير أفغانستان واحتلال العراق قبل تسليمها بالكامل لـ(عدوتها اللدود بالعلن فقط وصديقة التحالفات) إيران..!
وعندما قام ما يسمى حزب الله بعملية خطف الجنود الصهاينة عام 2006 رأينا ردة فعل بني صهيون كيف كانت وكيف أنهم دمروا لبنان على رأس الحزب وأهله ولم يستثنوا أحدا من اللبنانيين سواء موالين للحزب أو معارضين له.
وعندما هاجمت حركة الشباب الإسلامية الحكومة الموالية لفرنسا في مالي كانت ردة الفعل الفرنسية إرسال سرب طائرات لدك معاقل الإسلاميين في مالي دون التفريق بين الموالين والمعارضين لحركة الشباب الإسلامية.
هذا في دول العالم المحترمة سواء كان المتضرر مدني أو عسكري وكيف هي قيمة روح الإنسان عندهم سواء اتفقنا او اختلفنا مع ردة فعلهم.
في الكويت وفي المكان المفترض أن يكون ملجأ للمرضى والمتعبين، والمكان المفترض أن يكون شفاء وعلاج لهم تم تعيين دكتور ليس له علاقة بمهنة الطب ولا بميثاقها وقوانينها وإنسانيتها سوى دراسته الذي اتخذ من مسماها ومن حرف (د) قبل إسمه برستيجًا، وشهادته التي مكنته من نيل الراتب الذي سيغنيه ويغني أسرته مستقبلا (ان كانت له أسرة)، وغير ذلك لا علاقة له بكل ما تعلمه من واجبات الطبيب نحو المرضى وإنسانيته المفترضة وحقوق المريض عليه.
في الكويت وتحديدا في المستشفى الصدري تجاهل (ج.ف) معاناة مريض وآهاته وأناته وتجاهل معها كل التقارير الطبية التي شخّصت حالته وتركه يعاني على سريره الأبيض مدة أسبوع كامل دون القيام بأي تدخل طبي تجاهه قد يكون سببا في إنقاذ حياته.
أسبوع و(ج.ف) يتعمد تجاهل المريض دون اتخاذ اي إجراء طبي إلى أن انفجر أحد الشرايين التي كانت متضخمة لديه ومات المريض في المستشفى عن عمر 21 عام، والسبب بعد أمر الله هو أن الدكتور (ماله خلق).. فتخيلوا..!
حول الدكتور للتحقيق وثبتت عليه التهمه وبدلا من أن يبعد عن العمل كونه غير أمين على أرواح المرضى، عوقب هذا الدكتور بالخصم أسبوع من راتبه فقط..!
نعم.. فقط خصم أسبوع من راتبه وترك يمارس عمله ويؤتمن على أرواح مرضى آخرين قد يتركهم يواجهون نفس مصير الشاب إن كان مزاجه سيّء أو (ماله خلق).
بعد نشر صحيفة سبر الالكترونية للقرار تحركت الوزارة وتحديدا الوزير والوكيل (الذي اتخذ قرارا العقوبة) وسألوا عن اسم الدكتور، ورغم ان الوكيل هو من وقع على قرار العقوبة (قبل أيام فقط) الا انه لا يعلم من هو الدكتور الجاني الذي تسبب بإزهاق روح المريض..!
ولنترك الوكيل جانبا ونرى رد فعل الوزير كيف كان، حيث سأل عن إسم الدكتور الجاني ولما عرف شخصيته ومن أي فئة صمت وطالب بإغلاق الموضوع حتى لا يتهم الوزير بـ(الطائفية)..!
صدقوا أو لا تصدقوا هذا ما فعله الوزير، فهو يرى اليوم إن كل قرار يتخذ لا يعجب هذا أو ذاك قالوا عنه قرار (طائفي) يهاجم متخذه ويوصم بالطائفي.
وبما أن الوزير يخشى التهديد بالاستجواب من بعض ممن يجلسون على الكرسي النيابي اليوم والذي قد يبعده عن (برستيج) الوزارة، آثر الصمت وغض النظر عن الحادثة، خصوصا وأن أحد نواب (المجموعة) وجه له في الأيام الأخيرة عدة أسئله وكإنها رسالة تهديد مفادها (إركد ولا تقرب صوب ربعنا)..!
وعليه.. وبما أن الوزير يخشي الاستجواب فلم يتخذ أي إجراء ضد (ج.ف) بعد معرفته شخصه، وتركه يسرح ويمرح في ممرات المستشفى الصدري يعالج من يشاء ويترك للموت من يشاء طالما وراء (ج.ف) أناس يقفون خلفه دعما وسندا، وعليه..
هل عاد المستشفى الصدري آمن؟
هل سيبقى ملاذ وملجأ لكل مريض استأمنته أسرته عند مستشفى ودكتور ظنا منها إنه بأيدي أمينه؟!
وللعلم..
إن من يقف خلف (ج.ف) هم من يتبنون ملف البدون إعلاميا الآن كونهم يجلسون على الكراسي النيابية، ولكن أي قرار سيتخذه الوزير ضد (ج.ف) ستنكشف وجوههم الحقيقية وسيتعرون أمام الشعب أكثر مما هم عراة الآن..
الحقيقة المرة..
أتعلمون لماذا لم ينتشر الموضوع إعلاميا وقت الحادثة..؟
أتعلمون لماذا تساهل الوزير وصمت عن الدكتور..؟
أتعلمون لماذا جوزي الدكتور بالخصم أسبوع فقط..؟
أتعلمون لماذا سينكشف من يقف خلف الدكتور ويتعرون أمام البدون في حال اتخذ الوزير قرار بفصل الدكتور..؟
لأنه وباختصار المريض الذي انتقل إلى رحمة الله من البدون..
ولا حول ولا قوة إلا بالله