عربي وعالمي

حواجز الاحتلال.. ساحات إعدام للفلسطينيين

تتحول “انتفاضة السكاكين” إلى كابوس للإسرائيليين الذين يريدون الانتقام من أي فلسطيني يمر على حواجزهم حتى ولو لم يكن يحمل سكينا، فتحولت هذه الحواجز إلى ساحات إعدام وتنكيل واعتقال للفلسطينيين.
واللافت أن شهادات فلسطينيين أكدت أن جنود الاحتلال يتعمدون دس سكين تحت كرسي أي سيارة تعبر الحواجز واتهام صاحبها بأنه يريد طعن الجنود، وبذلك يكون مصير صاحب السيارة القتل أو اعتقاله على أقل تقدير.
من بين هؤلاء، ماجد الحلبي من رام الله الذي كتب على صفحته في فيسبوك أنه بعد توقيفه من قبل حاجز للاحتلال عند مدخل بلدته بيت ريما، قاموا بتفتيشه ومركبته، ليضعوا لاحقا سكينا تحت كرسي السائق كانت ستؤدي لقتله أو اعتقاله.
وشرح حلبي للجزيرة نت أن جنود الاحتلال كانوا يأملون عودته لقريته، وحال العودة مجددا كانوا سيستهدفون مركبته، بعد أن يكتشفوا بزعمهم ما يبرر قتله “وهو السكين”. ويضيف أن القدر حالفه ولم يرجع لقريته وأكمل طريقه لمكان عمله.
في السياق، كتب مواطن آخر من مدينة الخليل أنه وأثناء مروره عبر حاجز “الكونتينر” جنوب الضفة الغربية أن “الجنود تهامسوا بينهم بعد تفتيش مركبته بأنهم سيطعمونه حلوى الكيك، ليدرك أن هذه الحلوى سكين وُضعت بمركبته.
بينما يقول المواطن مصعب الخصيب إنه فضل البقاء بمدينة رام الله على العودة لمنزله بمدينة نابلس شمال الضفة وقطع عدة حواجز إسرائيلية بعدما أدركه الوقت هناك ولم يجد من يرافقه بطريق العودة، وأضاف “لم تعد الأوضاع تطمئن والحواجز أضحت مصائد للفلسطينيين”.
وتؤكد معلومات حصلت عليها الجزيرة نت أن جيش الاحتلال يتعمد قتل الفلسطينيين بدم بارد عند الحواجز رغم إمكانية اعتقالهم، كما أنه استحدث نقاط تفتيش وحواجز أخرى وفق ما تقتضي الحالة الأمنية منذ اندلاع “هبّة القدس” قبل أكثر من شهرين.
ويقول مدير القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، علاء الريماوي، إن هناك 414 حاجزا أو نقطة عسكرية بعضها رئيسي وأخرى متحركة، أضحت تعيق حركة الفلسطينيين وتنقلاتهم “وتستهدفهم بشكل مباشر بالقتل والاعتقال”.
ويؤكد في حديثه للجزيرة نت أن الأخطر هو “انفلات” جنود الاحتلال عند الحواجز نتيجة تشجيع حكومة الاحتلال لهم وتسهيل مهمة القتل أمامهم، وبين أنهم وثقوا استشهاد ثلاثة فلسطينيين نتيجة إغلاق الحواجز وحالات أخرى “أعدمت” بشكل مباشر.
توثيق ومراقبة 
وأقر الريماوي بغياب التوثيق لدى المؤسسات الدولية والمحلية لا سيما الرسمية منها لما يحصل عند الحواجز، وعدم وجود هذه المؤسسات كاللجنة الدولية للصليب الأحمر عند الحواجز ومراقبتها، وأوضح أن ذلك دفع أكثر من ثلثي الفلسطينيين بالضفة لتغيير سلوكياتهم في المرور عبر الحواجز، كالذهاب والإياب باكرا والتنقل بالمركبات العمومية.
في حين تؤكد مؤسسات حقوقية ودولية أنها تقوم بعملية التوثيق، لكن الأخطر، بنظر سلمى الدبعي الباحثة بمؤسسة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، أن معظم جرائم الاحتلال تتم عند الحواجز المتحركة.
أما الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقالت “إنه لا يوجد في القانون الدولي الإنساني ما يلزمهم بالوجود عند الحواجز، لكن هذا – تضيف نادية دبسي- لا يمنعهم من مراقبتها وتوثيق كل الانتهاكات التي تتم عليها والاعتراض على ذلك لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت دبسي -في حديث للجزيرة نت- أن “ضعف الإمكانيات وكثرة الحواجز تمنعهم من الوجود عندها باستمرار”.