كتاب سبر

تساؤلات حول الحراك السياسي

بعد التأكيد على مسألة مقاطعة الانتخابات بنظام الصوت الواحد والتي لا تزال مقاطعة مستحقة وقائمة ولم تنقض حتى يُطالب بتأكيدها لا بل أنها أثبتت جدارتها بعد العبث بالنظام الانتخابي .. الى جانب استحقاق المقاطعة والتصدي الى كل محاولات العبث بالدستور وتفريغه ، كشفت المقاطعة كم هائل من الادعاءات المزيفة التي كانت تسوقها ضد المعارضة وأصبحت الآن ادعاءات لا قيمة لها واتضحت مكامن الفساد جيداً ، وهذا لم يكن إلا بفضل المقاطعة والالتزام بها.
وعند الحديث عن ” الأغلبية البرلمانية “ التي اجمعت على فكرة المقاطعة ، بعدما انبثقت من صقور الأغلبية ” مسلم البراك وفيصل المسلم وجمعان الحربش “ ولاقت تأييد واسع من الناس وحققت ولازالت تحقق أهدافها .. إلا أنه ينبغي إعادة النظر من جديد في هذا الكيان ” الأغلبية “ وينبغي إمعان النظر بدقة في أسباب انعدام ثقة الناس فيه. هناك شبه إجماع من الناس على مسألة ” الخذلان “ التي تمارسها أغلبية الاغلبية بشكل يومي، خذلان وقصور في كل القضايا السياسية الهامة . فبدلاً من صب الجهود وعقد الندوات والتجمعات بشأن إطلاق سراح معتقلين الرأي أو من سُحبت جناسيهم أو عقد اجتماعات للنقاش وطرح الأفكار ، تُعقَد الندوات ومن ثم تتحول الى مؤتمرات صحفية اعتيادية مملة ، ليس بها جديد وأصبح حضور الناس لديكم شبه منعدم … الأمرّ من ذلك كله حتى في ندواتهم لا تُذكر حتى أسماء المعتقلين الذي دخلوا السجون من أجل مبادئ الحراك الشعبي !!
ما الذي أنساكم زميلكم وأحد رموز المعارضة أمين عام حشد / مسلم البراك الذي زاملكم على مدى 17 عاماً ؟  وما الذي أنساكم الأسر الكويتية التي سُحبت جناسيهم أمام مرآكم ومسامعكم. أليس من حقنا أن نعرف ما الذي يحدث ؟ ولماذا هذا الصمت المريب ؟
إلى جانب هذه التساؤلات أريد أن أوجه أسئلة جانبية ومهمة ومستحقة الى السيد رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون.
أولاً :  بعد الانقلاب الثاني على الدستور الذي استمر لمدة 5 سنوات صدر ” مرسوم ضرورة “ بتغيير النظام الانتخابي والذي نتج عنه تحويل الدوائر الانتخابية من 10 دوائر إلى 25 دائرة وأصبح للناخب صوتين بعدما كان له 5 أصوات وعندما تمت الدعوة لإنتخابات جديدة ، لماذا لم تقاطع الانتخابات وتترك الوضع السيء للسيئين ؟ … وهل إثارة الجدل في وصفك لمن سيخوض الانتخابات هو ”مشرعن للفساد“ ومطالبتك لهم بالاعتذار للأمة سيكون من صالحك فيما لو طالبوك بالاعتذار عما فعلته في سنة 1981 ؟ ولإنهاء الجدل مبكراً هل تستطيع الاعلان للناس عن أسباب خوضك للانتخابات في تلك الفترة ؟
ثانياً : عندما كنت رئيساً لمجلس 1985 ما الأسباب التي منعتك من دعوة النواب لحضور جلسة الانعقاد بعد مضي شهرين من تاريخ الحل في سنة 1986 وقمت بالتخلي عن مسؤولياتك التاريخية والدستورية آنذاك علماً بأن المادة 107 من الدستور تمنح المجلس المنحل الحق باسترداد  كامل صلاحياته الدستورية في حال لم تجرى الانتخابات الجديدة . واذا تعذرت بأن المجلس في تلك الفترة قد تم احتلاله بالقوة العسكرية فالدستور ومذكرته التفسيرية تمنحك الحق أيضاً في ”حال الضرورة“ باختيار مكان آخر لإنعقاد الجلسات غير مبنى المجلس ؟ … أين أنت من مسؤولياتك الدستورية والتاريخية آنذاك ؟
ثالثاً : ألم تعتبر أنت والأغلبية أن قرار المحكمة الدستورية في إبطال برلمان فبراير 2012 منعدم ولا أثر له ؟ .. لماذا لم تمارس مسؤولياتك الدستورية وتدعو المجلس للانعقاد لممارسة سلطاته الكاملة بعد مضي شهرين من تاريخ الإبطال وتكف يد السلطة عن عبث جديد يتمثل بالإتيان بمجلس صوري هزيل سيصبح إلعوبة بيد الحكومة ؟ .. كل هذه الأسئلة تتعلق بالمسؤوليات الدستورية والتاريخية الملقاة على عاتقك وتخليت عنها .. السؤال الأخير : هل ستجيب على هذه الاسئلة أما لا ؟

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.