كتاب سبر

مرحلة الفأرنة..!

منذ سنوات، والمجلس بجناحيه النيابي والحكومي يطبق علينا نظام شركات الأدوية ,ويتخذنا فئران تجارب لاختبارات أدوية الاصلاح التنموي والاقتصادي .سنوات وهم يشرحون جثة أحلامنا المسجاة على طاولة اللجان والجلسات ,بزعم اكتشاف دواء إصلاح يعالج “كحة الميزانية” وسعالها كلما هب غبار “طوز” أسعار النفط أو “عافور” الأزمات المالية العالمية, ونحن بدورنا لا نرفض دواء الاصلاح بل ندعمه ولكن جل ما نطلبه اليوم هو تبادل الأدوار معهم ليعيشوا بدلاً منا مرحلة “الفأرنه” , فقد مللنا فعلاً هذا الدور البائس الذي نؤديه يومياً على خشبة مسرحية الإصلاح الكوميدية !
سيدي المسؤول إن كنت موقن فعلاً بأن دواء رفع الدعم عن الكهرباء والماء والوقود هو العلاج الأمثل الذي لا تمس أثاره الجانبية جيب المواطن البسيط , فجربه علي نفسك أولاً , كن انت فأرنا الموعود وتجرع مرارة دواءك بلسان راتب بسيط وكبد مصاريف معيشة تنهش أوراق فواتيرها أرضة أقساط وإيجار وغلاءأسعار لا تبقى ولا تذر الا رماداً  لفيزا وماستر تلهو به رياح الكي نت !,وإن كنت ترى ان مئات البيوت المتضررة في شمال غرب الصليبيخات صالحة للسكن و”عداها عيب التشطيب” وأن كل ما يثار حولها ضجة مفتعلة  فلا تبرر للصحف ولا “تبربر” للقنوات , فقط ” شيل قشك” وأسكن فيها أنت واسرتك ومنزل مبارك مقدماً ولذكراك الخلود, وان كنت تري ان التعليم لدينا على أعلى مستوى فاخرج اولادك من المدارس الاجنبية وسجلهم في اقرب مدرسة حكومية لبيتك ثم حاول بعد سنة دراسية أن تتحدث وبدون ان تدمع عيناك او تخنقك العبرة عن جودة التعليم البلاتينية ورفاهية مناهجه الاسطورية, وان كنت تظن نفسك “جرير” الخدمات الصحية الذي يكيل قصائد مدحها ليغيظ “فرزدق” المتحلطمين أمثالنا , فجرب ان تقف بطابور الحوادث وأنت تحمل بيدك اليمنى ولدك الذي يغلي رأسه بدرجة 40 وبيدك اليسرى رقمك الـ 1000 بينما شاشة الارقام الحمراء أمامك تؤشر باستحياء وبكل عنج ودلال ورمش سايح نحو الرقم 250 !جرب ان تصاحب وجع ضرسك خلال رحلة مواعيد عيادات الاسنان الطويلة وكن حادي عيس عصبك الملتهب علي طرق ” الآه” الممتدة  ,جرب ان تكتشف ان حجز تذكرة “الكلاسيكو” قبل خمس دقائق من المباراة أسهل بمراحل من حجز غرفة في مستشفي تقام فيه مباراة “كلاسيكو كرشك “بين فريقي مصرانك الاعور وقولونك !.
سيدي المسؤول,”طالبينك” كن أنت هذه المرة لا نحن فأر تجارب خططك ومشاريعك ولا تكن ذاك القط الذي يسرق عشاء أحلامنا كل مرة ومرة.