كتاب سبر

ظالم ولكن

على سيرة المصائب: تزاحمت لكثرتها
على سيرة المطالب: لم تحقّق سطوتها
على سيرة الساحات: انطفأت شمعتها
على سيرة الرجالات: لا تزداد غبنتها
***
مدخل :
المرحوم طلال مدّاح، كدّس كل معاني الإحباط ساعة  غنّا هذا المقطع المخذول .. (كم قُلت بُكره يحن ألقاه يزيد بجفاه) .. وفعلاً كأنه يصف شعورنا خلال محاكمة عائلة البرغش .. “تعشمّنا ولا فاد العشم” .
لن اخاطبهم بـ سجلهم العدلي ولن أخاطبكم بـ انتماءاتكم السياسية، كتبتها لمجرد تساؤلات إنسانية أثقلت رأسي: أليس لهم أمهات؟ أليس لهم آباء؟ أليس لهم ذريّات؟ .. كيف يجرأون على العبث في حياة أسرة كاملة ويستطيعوون العودة إلى الى منازلهم ويحتضنون أهلهم وذويهم بنفوس راضيةً مرضية دون الشعور بالذنب .
أوااااه ..
ياليت / ياليت / ياليت  58 (نفساً) معلقة في رقابهم فقط!!
ليتها يا عبدالله البرغش .. اقتصرت على النفس ….!
ليتها يا عبدالله البرغش .. اقتصرت على النفس ….!
ليتها يا عبدالله البرغش .. اقتصرت على النفس ….!
58 كسراً لم يُجبر حتى الآن معلّقاً في رقابهم
58 طاقة أنهكها الترقّب معلقة في رقابهم
58 حلماً تشتت بالقلق معلّقاً في رقابهم
58 روحا تحيا بلا روح معلّقة في رقابهم
58 مستقبل بلا وجهة معلّق في رقابهم
وعلى أيش؟ على رأي .. يا حيف يا الكويت .
للأسف، اعترف ..
مع كل جلسة محاكمة للبرغش يتزايد فيني شعور عدم الأهمية بأن تكون السيادة للأمة، لأن واقعياً اختصرها علينا المرحوم ابن جدلان في هالشطر (المعتبر ياخذ من الدنيا دروس من العبر) .. لذلك تضاءلت مطالبي .. بات أقصى الطموح .. أقصاه بأن تكون العدالة فقط العدالة للأمة، “مش أكثر” .. حالياً نحتاج العدالة أكثر من الحرية تحت مبدأ (الأوّلى فالأوّلى فالأوّلى) .
إن كنّا سنرسل دعواتنا إلى السماء وبيقين أنها لن تخطيء طريقها لمولاها، فأول دعواي -بإذن الله- ان ينتقم الله من شيوخ المنافقين الذين جعلوا الله حجتهم وتناسوا بأنهم ملاقوه وأنها فانية، لم نكن نسمع أصواتهم الّا في الاعتصامات السلمية أمّا قضية كهذه تقشعر لها الأبدان لم ينطق أحداً بالحق لها والتزموا الصمت .. اللهم اجعلهم ممن يعلقون يوم القيامة من ألسنتهم .. إننا جميعنا إليك راجعون .
نعم، مهما طالت أحاديثنا مقصّرون لأنها قضية انسانية بالدرجة الأولى والأخيرة وعائلة البرغش عُرفت بشهامتها فلم تُسلب هويتها لـ خيانة وطن أو خيانة أمانة أو شرف .. “تكرم عن هالعلوم” .
والشكر الأول والأخير إلى شخص بذل كل مافي وسعه لإثبات الحق، الشهم الحميدي السبيعي .. الله لا يخيّب مسعاكم .. وعساها تهون بإذنه .. فلا سطوة الزمن دائمة ولا الجروح التي تداهمنا لن تبرأ .
قال سبحانه وتعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) ولذلك إننا على أتم يقين بأن الله لا يبتلينا بما لا نستطيع التغلب عليه .. “وأنتم قدها” .
مخرج:
اللهم إن خصمهم يكيد لهم .. رد كيده في نحره
اللهم إن مصابهم طال .. فبشرّهم ربي بالنصرة
اللهم إن في يدك الأمر كله فنسألك أن تيسّره
**
اللهم انّنا لا نسألك (رد القضاء) بل نسألك اللطف فيه .