كتاب سبر

دونالد ترامب الإيراني: عندما يجف ضرع السعودية سنذبحها!

في معمعة التواصل الاجتماعي حيث يختلط فيها الحابل بالنابل تجد تحريفا لتصريح المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب في شأن السعودية، فيستبقي الهوى الإيراني منه ما يأتي: عندما يجف ضرع السعودية سنذبحها!.

وحتى لا يزدهر التزوير الذي يتولاه هؤلاء الجواسيس، من المفيد العودة للخطاب الإجمالي الذي قدمه ترامب كمبادئ لسياسته الخارجية، وقد كتبت مقالا منذ أسبوعين حللت فيه مقولاته التي تصب جميعها ضد إيران وبما يخدم مصالح السعودية وهذا رابطه: http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=105076 على أنني سأتمسك بالجملة التي أحبها أتباع إيران وهي:”السعودية بقرة وعندما يجف ضرعها سنذبحها” على حد زعمهم. ونعم إن الضرع السعودي حلوب، لكن المشكلة مع هذا الضرع أنه – بعون الله – لن يجف.. لماذا!؟

الجواب لأن نفط السعودية سيستمر لـ 70 سنة أخرى!..أي أن حفيد حفيد دونالد ترامب، وحفيد حفيد علي خامنئي سيشهدان السعودية كصاحبة أكبر قوة بترودولار في العالم–إن بقي الدولار- وأكبر مصدر للنفط في العالم.

والنفط ليس ثروة السعودية الوحيدة فهي تخطط الآن لاستقبال 5 ملايين حاج و 30 مليون معتمر سنويا ما سيجعلها من أكبر 10 دول في العالم (سياحيا) ومعروف الأثر الذي تحرزه السياحة على اقتصادات الدول. لكن هذه ليست الغصة الوحيدة في حلوق من يبغضون السعودية! فالسعودية (موطن) النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والسعودية مقر بيت الله الأول وكعبته الوحيدة والتي لم يجعل ولن يسمح، بل سيغضب إذا ما جرى اتخاذ كعبة غيرها. وهكذا تكون السعودية الرمز الأوحد لـ 2100 مليون مسلم، يشكلون الآن نحو ثلث البشر وهم إلى زيادة، وهم لن تهفو قلوب هؤلاء لا لأميركا ولا لإيران!.

هذا يعني أن سلاح (جهاد) يفوق كل أسلحة الدنيا فالأرض برمتها سيسودها الدمار واقتصاد العالم سينهار، إذا اقترب وغد من أرض الحرمين الشريفين. ونعم نعم نعم.. لقد جاء وقت ظن فيه الرئيس (الأكاديمي المثقف) باراك أورباما أن إيران هي الأقوى و (الأنفع) للاستراتيجية الأميركية، وكان هذا ضد دور ومكانة السعودية استراتيجيا، حيث أعانت طهران باعتراف مسؤوليها على احتلال أفغانستان والعراق، وقدمت لواشنطن خدمات جليلة بـ (لجم) تنظيم (القاعدة) عن مهاجمة أهداف أميركية عبر استضافتها لقيادتها، وجعلت ذلك ورقة ضغط ومساومة بين أوراق مفاوضات الملف النووي، مبتزّةً الأميركيين وتعاملت بخبث مع الوجود الأميركي في العراق، وأيضا عبر (لجم) أدواتها وأتباعها عن الاشتراك في مقاومة الوجود الأميركي.

وأمام معطيات الربيع العربي ظهرت طهران بينما الوهن والفوضى يجتاحان بلادنا، كبلد مستقر وقادر على مواجهة الإرهاب والبقاء. لكن هذا انقرض في لحظة مع نهوض الملك سلمان بأعباء السلطة في بلاده، وإسفاره الستار عن توجه صارم لوقف (المشروع) الإيراني.

لقد انهار الحلم الإيراني المتوهم، والفهم الغربي المستسلم، وتبين للأميركيين ومعهم القوى العالمية، أن العرب أثقل وزنا وأكثر قدرة على تحقيق استقرار ومنعة المنطقة، وأن (مشروع) إيران لا يعرض غير تخريب وفوضى عارمة ستغرقهم بملايين المهاجرين!.

إن هذا هو سبب الهجمة الهيستيرية من إيران على السعودية ودول الخليج العربي، بل هو السبب بخطاب اليأس والقنوط الذي يجتاح سياسة إيران، لأعود لما بدأت عن ضرع السعودية الحلوب!.. فإبراهيم عليه السلام دعا لأرض الحرمين لا لأرض قم ومشهد وطهران وتبريز وهذا هو الوجع الذي لا ينتهي.

يقول تعالى: “رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ” سورة إبراهيم الآية 37.. صدق الله القوي العظيم.