اقتصاد

للبرميل حتى نهاية 2016
محللان نفطيان: متوسط أسعار النفط الكويتي بين 39 و42 دولارا

توقع محللان نفطيان كويتيان أن يتراوح متوسط أسعار النفط الكويتي بين 39 و42 دولارا للبرميل في نهاية 2016 على أن تبقى أسعار النفط متماسكة فوق مستوى 40 دولارا مع بروز تعافي الأسواق خلال العام المقبل.

ورأى المحللان في لقاءين متفرقين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين أن أسعار النفط في طريقها إلى التعافي لكن بعد تجاوز حالة اللايقين والتذبذب التي شهدتها الأسواق أخيرا نتيجة زيادة الفائض وقلة الطلب.

وقال المحلل النفطي محمد الشطي إن تذبذب أوضاع السوق النفطي الحالية كانت متوقعة في سوق يتجه إلى التوازن بوتيرة متباطئة يؤثر فيها أي تطور سواء على الطلب أو الإمدادات النفطية.

وأضاف الشطي أن ارتفاع المخزون الأمريكي من الغازولين والديزل وتناقص عدد العقود في العقود الآجلة بالنسبة للمضاربين والبيع لتقليل الخسائر عوامل أسهمت في ضعف أسعار النفط خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن بداية ضعف أسعار النفط الحالية جاءت بعد نتائج الاستفتاء في بريطانيا للخروج من الاتحاد الاوروبي في ظل عدم وضوح تأثيراته سواء على الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا أو الاقتصاد العالمي وبالتالي على الطلب.

وذكر أن التوقعات تشير إلى أن حجم الخفض في إجمالي الطلب العالمي على النفط لا يتجاوز 100 ألف برميل يوميا في أسوأ الأحوال إضافة إلى آفاق تعافي الإنتاج في عدد من البلدان وفي مقدمتها كندا ونيجيريا وليبيا.

وبين أن تقرير وكالة الطاقة حذر من استمرار الفائض المعروض خصوصا مع استمرار حالة (الكونتانغو) وهي التي تكون فيها أسعار النفط المستقبلية أقل من الأسعار الحالية وهذه الحالة شجعت على رفع حجم المخزون العائم في العالم والذي وصل إلى 95 مليون برميل مع نهاية شهر يونيو الماضي.

وأشار الشطي إلى استمرار اختلال ميزان الطلب والعرض على الرغم من تعافي الطلب وانخفاض الإمدادات من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) واستمرار ارتفاع إنتاج (أوبك) ذاتها إلى 2ر33 مليون برميل يوميا.

ولفت إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بشأن انخفاض انتاج النفط الصخري بمعدل 55 ألف برميل يوميا إلى إجمالي 62ر8 مليون برميل يوميا وهو أقل مستوى منذ شهر سبتمبر عام 2014 وبذلك يكون الإنتاج الأمريكي قد خسر 990 ألف برميل من مستواه القياسي عند 61ر9 مليون برميل والذي تم تسجيله في يونيو 2015.

وقال إن الشركات الأمريكية تعتقد في الجملة بأن تعافي أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل على الأقل يشجع إلى حد ما في تحريك نشاط النفط الصخري والذي أثر إيجابا على عدد منصات وأبراج الحفر الأمريكية.

وبين الشطي أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تتوقع بلوغ متوسط أسعار نفط خام برنت 44 دولارا للبرميل خلال 2016 ما يعادل 39 دولارا لبرميل النفط الكويتي بينما يصل المتوسط إلى 52 دولارا للبرميل خلال 2017 ما يعادل 47 دولارا للبرميل للخام الكويتي ويعني ذلك أن يبلغ متوسط النفط الخام الكويتي 41 دولارا للبرميل في السنة المالية 2016 – 2017.

وأشار إلى توقعات تفيد بوصول متوسط أسعار نفط خام برنت إلى 46 دولارا للبرميل خلال عام 2016 بينما يرتفع إلى 55 دولارا للبرميل خلال عام 2017 مبينا أن سعر 50 دولارا لبرميل النفط هو ما يحتاجه السوق من أجل دعم الاستثمارات في قطاع الاستكشاف والإنتاج ومنع حدوث أي تقلبات مستقبلية.

من جانبه قال المحلل النفطي رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني إن أسعار النفط أظهرت انخفاضا حادا في خام برنت يقدر ب 4ر1 دولار للبرميل يوم الأربعاء الماضي فهبط من 48 دولارا إلى 6ر46 دولار للبرميل بتذبذبات عالية بين الدولار والدولارين بسبب تضارب مؤثرات الضعف والقوة على سعر البرميل.

وعزا بهبهاني تذبذب أسعار النفط إلى تخمة السوق بتراكمات زيادة الإنتاج وخصوصا من بحر الشمال التي بلغت تسعة ملايين برميل إضافة إلى 95 مليون برميل تراكمي منذ بداية عام 2015 من فائض زيادة العرض على الطلب.

وأضاف أن الأثر ازداد سلبا على التعاملات الفورية مع إعلان تقديرات المخزون التجاري الأمريكي التي أظهرت انخفاضا أقل مما هو متوقع بحوالي نصف مليون برميل وتزامن ذلك مع تكدس غير متوقع لوقود السيارات في موسم السفر مما أعطى انطباعا على قلة الطلب.

وأوضح أن هناك عوامل أدت إلى تماسك سعر النفط فوق قاع ال45 دولارا ومنها ضعف الدولار أمام العملات الأساسية وكذلك توازن نسبي بين العرض والطلب.

وذكر أنه رغم وصول كل من إيران إلى سقف انتاجي 6ر3 مليون برميل يوميا خلال مايو الماضي والعراق إلى مستوى إنتاج 22ر4 مليون برميل يوميا فإن إنتاج (أوبك) ظل عند 88ر32 مليون برميل بفارق أعلى من الطلب بنحو مليون برميل وهو أقل من الفائض السابق.

وبين أن ذلك صاحبه انخفاض في إنتاج دول خارج (أوبك) وبعض دول المنظمة مثل نيجيريا وليبيا متوقعا أن ينهي خام برنت الربع الثالث من العام الحالي عند مستوى 48 دولارا للبرميل و42 دولارا للخام الكويتي مع وجود تقلبات في الأسعار بتذبذبات ما بين دولار ودولارين لبرميل النفط.

وأضاف بهبهاني أن النظرة المستقبلية لعام 2017 متفائلة ضمن توقعات زيادة الطلب على نفط (أوبك) ب 33 مليون برميل يوميا مما سيجعل الفارق بين العرض والطلب متقارب في ظل استخدام المخزون المتراكم متوقعا أن يبلغ خام برنت 55 دولارا للبرميل في 2017 وأن ينهي العام الحالي عند مستوى 47 دولارا للبرميل.

ولفت إلى أن هناك أحداثا جيوسياسية قد تخرج أسعار النفط عن الأصول الأساسية للسوق منها أحداث نيجيريا والعلاقات السياسية بين بعض أعضاء (أوبك) التي قد تتحسن و تعاد فكرة تجميد الإنتاج مرة أخرى.

وقال إن نشاط الولايات المتحدة يشير إلى تفاؤل رغم زيادة بيع الأجل في كاشينغ أوكلاهوما مبينا أن زيادة عودة زيادة المنصات ودعوة موظفي شركات النفط الحجري المستغنى عنهم وزيادة المخزون التجاري هي إشارات تدل على تحسن اقتصادي قادم.

وذكر بهبهاني أن تقديرات نفط الكويت في أبريل ومايو الماضيين تشير إلى إنتاج يومي يقدر ب 95ر2 مليون برميل رغم الحاجة إلى زيادة الإنتاج لتعويض نزول الأسعار.

وبين أنه مع افتتاح معمل تكرير النفط المشترك في فيتنام تحتاج الكويت لتوفير 200 ألف برميل إضافة إلى بعض العقود الملزمة التي أبرمتها البلاد مع بعض دول آسيا.

وأشار إلى ضرورة الإسراع في عمليات التطوير والإنتاج لمواكبة حاجة السوق متوقعا أن ينهي النفط الكويتي سنة 2016 بسعر برميل يقدر ب 42 دولارا.