آراؤهم

درس في احترام آدمية الانسان

“اذهب وأجعل كندا افضل” هي الكلمة التي اعادة إحياء انسان،هي الكلمة التي قالها ضابط كندي في المطار الى لاجئ سوري فور وصوله لكندا قبل عام من الان وكان في استقباله هو وغيره من الاجئين رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وهو يردد عبارة”اهلاً بكم في وطنكم”.

في برنامج تلفزيوني بعد عام عاد الاجئ السوري نفسه بعد ان اصبح مواطن كندي وهو طبيب يمارس عمله في كندا يستذكر تلك اللحظات بحضور رئيس الوزراء الكندي الذي بدوره كان يذرف الدموع متأثراً وهو يستمع لقصص الاجئين ومعاناة وصولهم الى كندا، لابد الاشارة الى ان التشكيل الوزاري الكندي الذي اعلن عنه جاستن ترودو في اكتوبر من العام الماضي الذي ضم مريم منصف المهاجرة الافغانية التي هاجرت الى كندا قبل عشرين سنة فقط، وثلاث وزراء من اصل هندي انيطت حقيبة وزارة الدفاع لاحدهم وهو الذي هاجر الى كندا قبل عشرة سنوات فقط.

كم هي محترمة تلك الدول التي تحترم آدمية الانسان بصرف النظر عن دينه او لونه او انتماءه،هي دول اتخذت من تنوع تركبيتها السكانية مصدراً لقوتها يعكس وجهاً حضارياً مشرقاً،تنطلق من حقيقة ان الموارد البشرية لا تقل شأناً عن الموارد الاقتصادية لا وبل تزيد عنها، بعقول البشر تُخلق الموارد الاقتصادية للدول.

من مكان آخر في خريطة هذا العالم، تُضرب فيه الانتماءات ويتم التشكيك في المواطنة وتستخدم فيه ملفات الجنسية كعصا غليظة تُرفع بوجه معارضين نهج وسياسات بأنتقائية لا ينكرها ولايستطيع انكارها من ارتكب الاثم نفسه،نرى من هذا المكان كيف يتم معاملة الانسان وكيف يُغرس فيه الانتماء والولاء،نرى ونسمع لنستنتج ان الوحدة الوطنية لا تعزز بالتشكيك في المواطنة ولا بالترهيب بل بأحترام آدمية الانسان،وتوفير له كافة الضمانات الحقوقية للعيش الكريم في ظل مبدأ عام يسري على الجميع.

اول الاستحقاقات المجلس القادم هو فتح ملف الجناسي، فمرسوم حل المجلس السابق ذُكر فيه ان الكويت تواجه تحديات اقليمية تحدق بها من كل جانب. لن نتمكن من التصدي لها الا بالوحدة الوطنيه بمضمونها لا بشعارتها،فهذه مسؤولية وطنية واخلاقية نضعها على عاتق نواب الأمة.