كتاب سبر

ترمب بين تهديد إيران ودعم الجلاد الأسد!!

 بقدر ما أصاب الكثيرين من المتابعين للشأن الأمريكي من خيبة أمل  نتيجة لفوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك لمواقفه المتشددة باعتباره من الجمهوريين المحافظين المتشددين، بقدر ما يتفاءل البعض من خطاب ترمب، وإن كان يشوبه شيءٌ من القسوة وذلك لوضوحه وشفافيتة وصراحته، بغض النظر عن إمكانية تطبيق وعوده الانتخابية متى ما استقر في البيت الأبيض، إنما من المؤكد أنه جاد  وبشكل كبير في قضية  تعطيل الاتفاق النووي الإيراني وفق آليةٍ يعمل عليها مستشاروه منذ الآن، وهذا ماتؤكده العديد من المصادر، ونتيجة لذلك تقوم إيران حاليًا بوضع خططٍ بديلة في حال خرق الاتفاق من قِبَل الجانب الأمريكي، وذلك بالعوده لتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية تصل إلى عشرين في المئة، ولكن هذا الأمر – وكما هو واضح من تصريحات ترمب الصاروخية – لايشكل أهمية له ولإدارتة التي وضعت الخطط المناسبة للتصدي لهذا الأمر، فضلاً عن أن ترمب أوضح للجميع بأن النظام الإيراني يعمل على بث وتدريب وتنظيم الشبكات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأنه سيواجه هذه الشبكات ومنها حزب الله، وسوف يضغط  مع حلفائه على النظام الإيراني لكي يضع حدًا لهذا الإرهاب.
  
كذلك نقلت صحيفة الفاينينشيال تايمز البريطانية عن مصادر في الكونجرس الأمريكي أن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب دونالد  ترمب ينظر حاليًا في مقترحات تتجه لفرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران تتضمن تدابير تركز على برنامج الصواريخ الباليستية وسجل حقوق الانسان، وبالمقابل يتعهد ترمب بعدم محاربة الجلاد الأسد ويرى أن الأسد رجلٌ جيد، وأشاد كذلك بالديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ، وهذا يعني أيها السادة، أن هناك تناقضًا فاضحًا في  أجندة ترمب التي يوجهها دون شك الرئيس الروسي بوتين؛ الذي عمل على قدم وساق في سبيل وصول ترمب للبيت الابيض، وقد ألمح تقرير صحفي بريطاني في الأيام المنصرمة عن وجود دليلٍ قوي على دعم وكالات المخابرات الروسية لحملة ترامب الانتخابية، وقد أكد الكاتب غديون راشمال في مقال نشر في صحيفة الفاينينشيال تايمز أن هناك سببًا وجيهًا لافتراض أن روسيا تفضل ترمب الذي لم يُخفِ إعجابه ببوتين وسياستة.
   يبقى أن أقول أيها السادة، في عالم فنون السياسة ليس هناك صديق أو عدو دائم، بل هناك مصالح هي التي  تحدد تلك السياسات، فلا يوجد أسس أخلاقية أو وطنية تتحكم في  العلاقات السياسية، إذ أن البعد السياسي يبقى ذاتيَّ الهوية، والمصالح تتجه نحو الأنانية، والاخلاق تذهب للمجهول