عربي وعالمي

تحلم بلقاء عائلتها في أوروبا..
معمرة سورية ولدت بالعهد العثماني وعاشت الحربين العالميتين

كانت الجدة “عايدة كرمي” تشك في أنها سترى عائلتها مجددًا بعد أن فرت من بلادها، وها هي اليوم في اليونان وتصر على اللحاق بهم.

الجدة السورية “عايدة كرمي” التي يتخطى عمرها الـ100 عام تخطط لعيش ما تبقى من حياتها في قريتها في شمال شرق سوريا، كانت تشك في أنها سترى عائلتها مجدداً بعد أن فروا من الحرب واستقروا في ألمانيا.

ووفق التفاصيل التي أوردتها صفحة المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالموقع الإلكتروني للمفوضية؛ فقد وصلت “عايدة” إلى اليونان وهي تحلم بالاجتماع بهم مجدداً. ومع تفاقم الصراع في سوريا غادرت قريتها في محافظة الحسكة الواقعة في الشمال الشرقي للمرة الأولى، وتوجهت إلى اليونان في سبتمبر بمساعدة عائلة لم تكن تعرفها. حملها الأب على ظهره لمسافات طويلة من الطريق.

ولدت “عايدة” في العهد العثماني وعاشت الحربين العالميتين، وأخيراً شهدت على دمار قريتها، وقد غادر غالبية أقاربها -الأطفال والأحفاد وأبنائهم- إلى تركيا أو أوروبا عام 2011م، في أوائل الحرب، ولم يبقَ أحد سواها في سوريا.

أما اليوم، فتعيش “عايدة” في شقة في أثينا، في إطار برنامج الإسكان الخاص بالبلدية الذي يؤمن أكثر من 200 وحدة لحوالي “1,600” طالب لجوء، وهو جزء من برنامج أوسع نطاقاً تديره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتموله المفوضية الأوروبية التي أمنت أكثر من “20,000” مكان في شقق مؤقتة وفنادق بأسعار خاصة ولدى عائلات مضيفة.

لا تذكر “عايدة” تماماً العام الذي وُلدت فيه، ويحمل جواز سفرها تاريخ 1 يناير 1890م على أنه تاريخ ميلادها، أي أن عمرها اليوم 126 عاماً؛ ما يجعلها أكبر امرأة في العالم. أضحك الخطأ “عايدة” وأصرت على “أن عمرها يتخطى الـ100 ببضعة أعوام”. لم يكن في قريتها سجلات ميلاد عندما كانت طفلة، كما قالت.

لم تذهب قط إلى المدرسة أو تتعلم القراءة أو الكتابة. وهي تتكلم لغتها فقط؛ الكُرمنجي الكردية. توفي والدها عندما كانت صغيرة، وتركتها أمها عندما كانت في الرابعة عشرة. وبعد ذلك بوقت قصير تزوجت ورُزقت بتسعة أطفال.