عربي وعالمي

هذه وصية الشاعر مساعد الرشيدي قبل وفاته

أكد فيصل نجل الشاعر مساعد الرشيدي أن وصية والده الأخيرة لأبنائه كانت الحفاظ على الصلاة. وقال: “كان رحمة الله عليه يوصيني دائماً بالحفاظ على الصلاة حتى في عز مرضه، كان يكرر علينا وصيته بالمحافظة عليها”.

وأضاف: “كان يقول لنا خلوا قلوبكم على بعض، لا تقسوا على بعضكم بعضا، تراحموا فيما بينكم، وتعاونوا وأحبوا بعضكم”.

إلى ذلك، أشار إلى أن والده كان بشوشاً ضاحكاً لا يشتكي من المرض وصبوراً يحمد الله ويستغفره كثيراً.

كما ذكر فيصل في حديث لـ(قناة العربية) أن والده كان يخبر من يزوره في المستشفى بأن الآلام التي يمر بها عادية وتشبه إلى حد ما آلام الزكام. وقال: “كان يسولف ويضحك معنا كأنه لا يعاني من شيء، لدرجة أنه انتابني إحساس أن والدي فعلاً بخير مثلما يؤكد لنا في كل مرة”.

وأوضح أن والده كان قوياً يتحامل على تعبه رغم أن الأطباء أخبروه بأنه مصاب بسرطان خبيث في المعدة، إلا أنهم كأسرة لم يشعروا بلحظة واحدة أنه خائف أو جزع من المرض، بل إن معنوياته التي كانت دوماً عالية أمامهم كانت تعطيهم شعورا غامراً بالارتياح عندما يخرجون من عنده. وأردف أن والده كان يتحامل على متاعبه، لأنه كان يخشى أن يحملوا همه أو يتأثروا بحالته. وقال: “كان قويا وعطوفا حتى في عز تعبه بدل ما نشيل همه لقيناه شايل همنا”.

انتكاسته الأخيرة

وبدا فيصل الذي يدرس في السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود، متماسكاً شامخاً كوالده، وهو يروي تفاصيل انتكاسة حالته الصحية الأخيرة، حين قال: “يوم الثلاثاء الماضي اشتد المرض على والدي، ما أدى إلى توقف قلبه، فتم عمل إنعاش له ونقله الأطباء إلى العناية المركزة”.

سكت قليلاً ثم واصل: “في العناية وتحديداً في الساعة الثانية من صباح الأربعاء كان والدي قد دخل في غيبوبة كاملة، وانتشر الورم في جسده، وتوقفت رئتاه عن العمل، بحسب ما أبلغنا الأطباء”، موضحاً أنه في صباح الأربعاء توجه إلى المستشفى ومكث عنده حتى العاشرة مساءً، بعدها زاد عليه المرض، فحضر الطاقم الطبي، وعند الواحدة من صباح الخميس أعلنوا وفاته.

فيصل ذكر في حديثه المؤلم لـ”العربية.نت” أن والده اكتسب محبة الناس حياً وميتاً، لأنه كان يراه صادقاً مع الجميع لم يحقد في يوم من الأيام على أحد، وكان عطوفاً عليهم ويمنحهم من وقته الكثير رغم مشاغله العملية وظروفه المختلفة”. وقال: “طوال الفترة التي أمضاها والدي بالمستشفى وقاربت الـ4 أشهر، ثم أعقبها رحيله كانت مشاعر الناس ومحبتهم تخفف علينا المصاب، وما خفف آلامي أكثر أن والدي كلما رآني في أيامه الأخيرة قال لي يافيصل والله إني راضٍ عنك ياولدي”، موضحاً أن هذه العبارة هي غاية ما يطمح له الإنسان من والديه، وداعياً الناس وكل من قرأ كلامه بالدعاء لوالده بالرحمة والمغفرة.