أقلامهم

نحن لا نعرف الحرب

كم عدد الأرواح التي تعذبت في السنوات الست الأخيرة؟

كم عدد اللاجئين والمهجرين والنازحين؟

كم عدد الأيتام والشهداء والأمهات الثكالى؟a

كم عدد المشردين بلا بيت أو مأوى؟

كم عدد المقهورين والمهمشين والأقليات المعذبة على الأرض؟

كم عدد الأيادي التي ارتفعت بالدعاء وباتت لا تملك غيره؟

كم عدد الأطراف التي تطايرت وتناثرت بفعل قنابل وألغام؟

نحن لا نعرف الحرب، ولكن نرى جزءاً بسيطاً من تبعاتها، نسمع عما يحدث لمسلمي الروهينغا ولكن بسبب التعتيم الإعلامي وعدم تحرك العالم نجهل ما يحدث هناك، هل تعلم أن مسلمي الروهينغا هم “الشعب الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم”؟!

والأمر المثير للسخرية أن العملية العسكرية الحالية ضد مسلمي الروهينغا تجري بمباركة السيدة أونغ سان سو تشي حاملة جائزة نوبل للسلام، التي تشغل حاليا منصب المستشار الحكومي في الدولة (لديها صلاحيات رئيس الحكومة) وهي التي كانت مضطهدة من قبل الجيش، وقبعت في السجن، وناضلت البشرية المتقدمة بأسرها من أجل الإفراج عنها!

نحن نجهل من صاحب المبادئ ومن مدّعيها، حتى بعض رموز السلام نجدهم فعليا يساهمون في الحرب بشكل أو بآخر، وما يجري في العالم يجعلك لا تعرف الحقيقة وتجهل أبعاد الحرب، ولكن الأكيد هو أن رقعة المأساة تتسع في العالم وتتوسع معها الكراهية للمسلمين أينما كانوا.

لن يشعر بالأقليات سوى الأقليات أنفسها، ومثلما يعتبر المسلمون الروهينغا أقلية يعتبر الأيزيدون في كردستان أقلية تعرضت للتعذيب من قبل تنظيم “داعش” الذي يرفع راية الإسلام مع كل أسف.

الدين يُساء استغلاله وعلى رايته تقام الحروب وتسفك الدماء، وتُغسل الأدمغة باسمه، دون النظر إلى المنطق أحيانا،

فما من دين يدعو للقتل، ولكن هناك من يحمل راية الدين ويسيء تفسيره لتحقيق مصالحه، الدين محبة وتسامح، والفطرة الإنسانية يجب أن تدلك على الخير لا الشر، ولكن هل تعرف ما الحرب؟ هي دمار وموت وتشرد وبشاعة بأقتم الألوان، أي دين ذاك الذي يريد للأرض البشاعة؟ يزرع الله فينا الخير ويزرع البشر شرهم على الأرض.

قفلة:

رسالة حب وتقدير لكل الذين جاهدوا ليخلقوا صورة إيجابية عن بلدهم أو انتمائهم أو دينهم، وتحية لكل النشطاء الإنسانيين الذين لم يتوقفوا يوماً عن المطالبة بحقوق غيرهم، وتحية لكل من تمسك ببذرة الخير التي رزعت فيه ولم يهملها لتذبل.