محليات

بحثا عن المعرفة والمتعة.. مركز “حروف” الثقافي ينظم رحلته إلى الهند

قام مركز حروف الثقافي برحلته السابعة إلى الهند ليبحث أعضاءه عن المعرفة من خلال المتعة حيث الأصالة والتنوع.

وتعتبر الهند أكبر حاضنة للأديان ولعدد كبير من السكان كما أنها تتميز بتاريخ عريق لاحتوائه على مخرجات من مختلف الجوانب مثل الدين، الفلسفة، الفن، والغذاء. حاول المشاركون من خلال هذه الرحلة اكتشاف هذه الجوانب وغيرها مما تتميز به الثقافة في الهند من تعايش واختلاف.

نظم مركز حروف الثقافي رحلات عديدة إلى شتى بقاع العالم مثل تركيا، اسبانيا، اليونان، البوسنة، ومؤخرا إلى الهند. كان لاختيار هذه الدول أسباب متعددة أهمها التعددية الثقافية التي تتميز بها كل دولة من هذه الدول، كما أن تاريخ هذه المناطق العريق يضفي عليها طابعا مميزا يتيح لزواره استقاء الإلهام والتعرف على الإبداع البشري في شتى المجالات الفنية والأدبية.

يركز القائمون على المركز تطوير مفهوم السياحة، يمكن القول أن السياحة جزء أصيل في طبيعة الإنسان الخليجي ولذلك يحاول المركز أن يقوم بتنميتها والاستفادة منها من أجل استقاء المعارف وتقبل الثقافات المختلفة والانفتاح عليها فالحكمة ضالة المؤمن.

قام الوفد بزيارة العاصمة دلهي والتعرف على الثقافة الهندية عن قرب من خلال زيارة الأماكن الشعبية والمرور على المناطق السياحية مثل بوابة الهند ومبنى البرلمان الهندي، وزيارة المنزل الذي كان يقطنه مهاتما غاندي قبل اغتياله، وكذلك منزل رئيسة الوزراء أنديرا غاندي وقاموا بالتعرف على هذه الشخصيات التي ساهمت بتغيير تاريخ الهند بشكل فعال. ثم ذهب الوفد إلى أغرا حيث أحد عجائب الأرض السبع تاج محل والتعرف عن قرب على مايحتويه هذا المعلم من اتقان في الصنعة وإبداع في التصميم.

زار الوفد بعد ذلك زيارة القلعة الحمراء التي شيدها الشاه جهان في منتصف القرن الساس عشر والتي لاتزال قائمة حتى اليوم. بعد ذلك قام المشاركون بزيارة جيبور وقاموا بركوب الفيلة صعودا إلى قلعة الأمبر كما كان يصعد إليها الملك على الفيل، وقاموا بالتعرف على المعمار الرائع في القصر فوق الجبل، كما لم يفت الوفد زيارة مصانع الأحجار الكريمة والسجاد والرخام والتعرف على كيفية صنعها يدويا حتى يومنا هذا بعد هيمنة الآلة. وبالتأكيد المرور على بائعي الورود، البخور، والبهارات التي تتميز بها الهند منذ آلاف السنوات.

يرفع مركز حروف الثقافي شعار “الأدب والفكر يتبعهما الخلود” وإن كان جزءا كبيرا من الفكر يخضع للفلسفة فإن الفلسفة كما يعرفها الفيلسوف الأمريكي المعاصر ولفريد سيلرز “الفلسفة باعتبارها تربية للراشدين” فإن ما قام به المشاركين بهذه الرحلة ما هو إلا تطبيق عملي للفلسفة حيث قاموا باكتشاف ثقافة جديدة ومختلفة تماما، كما تعرفوا على مفهوم جديد للإنسان حيث أن مفهوم الإنسان العربي عن الإنسان مقارب إلى حد ما لمفهوم الإنسان الغربي، لذلك قام الأعضاء باكتشاف مفهوم جديد للإنسان، وقيم كثيرة جداً منها تعامل الإنسان الهندي مع الحيوان باعتباره كيان حقيقي له وجوده واحترامه، يمكن لأي زائر للهند أن يلاحظ تقدير الناس للحيوانات وهي تسير بالشارع بكل حرية وطمأنينة. فإن كان التعامل مع الحيوانات يكون بهذا القدر من الرقي فكيف يكون التعامل مع البشر.

الهند جوهرة الشرق تحتاج منا أن نكتشفها على أساس التعاطف والتقبل لا من وجهة نظر أحادية تجعلنا نلقي الأحكام جزافا دون معرفة دوافع قيامهم بهذا السلوك.