عربي وعالمي

سويسرا تصوّت لصالح تجنيس أبناء الجيل الثالث من المهاجرين

أيّد الناخبون السويسريون، اليوم الأحد، مبادرة تدعو إلى تسهيل إجراءات منح المواطنة إلى أبناء الجيل الثالث من الأجانب، رافضين افتراضات بأن الخطوة يمكن أن تشكل تهديدًا أمنيًا.

من الآن فصاعدًا، ستمنح سويسرا حق المواطنة إلى أبناء الجيل الثالث من الأجانب بشكل سهل وميسّر. وقالت غالبية الناخبين، وكذلك غالبية الكانتونات “نعم” لتضمين هذا المبدأ في الدستور الفدرالي.

وبعد رفض السويسريين مبدأ التجنيس الميسّر ثلاث مرات من قبل، لكن الناخبين أقرّوه في هذا الإقتراع الرابع بنسبة كبيرة بلغت 60.4 %، وكذلك صوّتت له غالبية ساحقة من الكانتونات، ومن جملة 26 كانتونًا تشكّل الوحدة الترابية لسويسرا، فقط سبعة كانتونات رفضت هذا المبدأ.

ترويج للرفض

خلال حملة الترويج لرفض الإجراء استخدم ناشطون من اليمين لافتات وملصقات لامرأة ترتدي البرقع، وعليها شعار “لا تجنيس من دون تدقيق”، فيما دعم البرلمان والحكومة الإجراء.

وحشدت الحكومة التأييد للإجراء، الذي يساعد الكثير من الأجانب صغار السن الذين ولدوا وتربوا في سويسرا بعدما هاجر أجدادهم على تسهيل الإجراءات التي كانوا يواجهون فيها سلسلة مطولة ومكلفة من الخطوات للحصول على الجنسية.

يسهل التعديل الدستوري الجديد حصولهم على الجنسية، لكنه لا يجعلها خطوة تلقائية. ويشترط أن يكونوا مندمجين جيدًا في المجتمع ولا يزيد عمرهم على 25 عامًا، وولدوا في سويسرا، وذهبوا إلى مدارس فيها لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ويشاركون القيم الثقافية السويسرية، ويتحدثون لغة من لغات البلاد، ولا يعتمدون على مساعدات الدولة.

التجنيس الميسّر

وقال تقرير لـ(سويس إنفو) إن التعديل الدستوري الحالي أطلقته النائبة الإشتراكية عن كانتون فو أدا مارا، بدعم من الحكومة والبرلمان. وقد استغرق الوصول إلى هذه المرحلة وقتًا طويلًا، إذ مرت ثماني سنوات كاملة على اللحظة التي تقدمت فيها هذه الفتاة إلى عائلة إيطالية مهاجرة بمبادرة برلمانية تحت عنوان “من أجل أن تعترف سويسرا بأبنائها” في عام 2008، لنصل اليوم إلى هذه المحطّة الفارقة.

وقد واجه المقترح الأخير معارضة شرسة من حزب الشعب السويسري، المعروف بشعبويته وميوله اليمينية المتشددة ومعاداته للأجانب. أما بقية الأحزاب – فضلًا عن الحكومة والدوائر الاقتصادية – فقد دعت إلى التصويت بـ(نعم)، وكذلك أعلن البرلمان تأييده لهذا الإصلاح في شهر سبتمبر الماضي.
يستهدف الإصلاح الفئة التي تتراوح أعمارها بين 9 سنوات و25 سنة، وعلى من يريد الإستفادة من هذا الإصلاح التقدّم بطلب رسمي إلى السلطات الفدرالية، وأن تتوافر فيه شروط محددة.

شروط صارمة

جاء نص التعديل الذي جرى عليه التصويت نتيجة لعملية توافق، وخلال المناقشات تحت قبة البرلمان، تم تشديد شروط الحصول على الجواز بطريقة ميسّرة.
ولكي يستفيد شاب من الجيل الثالث بالتجنيس الميسّر، لا بد أن يكون عمره دون 25 عامًا، وأن يكون قد ولد في سويسرا، وأن يكون حامل لترخيص الإقامة الدائمة (permis C)، وأن يكون قد أكمل على الأقل 5 سنوات من التعليم الإجباري في سويسرا.

كما إنه لا بد أن يتحقق هذان الشرطان أيضًا على الأقل في واحد من الوالديْن، والذي يجب إضافة إلى كل ما سبق أنه قد أقام على الأقل 10 سنوات كاملة في سويسرا. أما في ما يتعلّق بأجداد الحفيد المتقدّم للجواز السويسري، فلا بد أن يكون واحد منهما على الأقل قد ولد في سويسرا، أو التقدّم بما يثبت أنه كان حاصلًا على ترخيص بالإقامة في سويسرا.

يذكر أن أبناء الجيل الثالث من الأجانب إذا أرادوا التقدّم بطلب للحصول على الجنسية السويسرية يخضعون حاليًا إلى الإجراءات نفسها التي يخضع لها آباؤهم أو أجدادهم، إلا إذا كانوا متزوّجين بمواطن (ة) سويسري (ة). وتستغرق إجراءات التجنيس العادية سنوات عدّة، فضلًا عن أنها مكلفة للغاية.