آراؤهم

“مرآة مُنفصم”

عندما تنظر إلى نفسك في المرآة ، و ترى العالم من حولك ، ستصاب بالخجل و الشفقة على نفسك ، فالزمن قد اجتاز ركود عقلك المتوقّف منذ عصر التدوين ، متشبثاً بكتب قد صاغها بشر تحوّلوا إلى رماد منذ آلاف السنين.

و تأتي بكل بلاهة في هذا القرن تريد أن تطبّق الماضي على الحاضر اعتقاداً منك على أنّه الخلاص الإلهي من فساد الأرض و نصرةً لدينكْ الذي ورثته بسبب صدفتك الجغرافية غالباً ، متسلّحاً بسواك و سبحة ، مدججاً بقنبلة العنعة الكلامية التي نجحت عبر اختبارات علم الكلام التحليلي من رجال لم تراهم و لم تقابلهم قط.

اعلم عزيزي أن العالم اليوم لم يتقدم بمواعظ الموت أو بالتمتمة الكلامية أو بالسواك ، فبالعلم تنهض الأمم و بالتعددّية الدينية و الحرّية الفكرية ترتقي الشّعوب ، فقد خدعوك و قالوا ” لن تنهض أمتنا إلا بتمسكنا بديننا” ! ، فهل اليابان قد سارت على نهج السّلف و التراث الديني مثلاً !!

فمنذ عقود قد تبرمج عقلك من قبل سُلطة تعتقد أنّها حامية لأسوار دينك على أنها تفكّر بدلاً عنك و تتحكم في جميع مناحي حياتك و آرائك ، فأصبحت ترى اسقلالية الفرد جريمة و حرية حق الفرد بإختيار حياته فساد ؛ لقد جعلوك ترى المختلف بإستعلاء و نرجسية مملوءة بالكراهية فترى الجميع عدواً لك و أنت الضحّية.

تأمل هذا الكون الفسيح ، أنت لا شيء ، كحبة رمل في صحراء قاحلة ، فلا تتكبر بصدفة دينك أو طائفتك ، فإنّك لست مركزاً للكون و الكوكب ليس مخلوق لأجلك و البشر ليسوا تحت إمرة تشريعاتك و وصاياك ، فتواضع قبل أن يسحقك الزمن و تكون مجرّد ذكرى ، استيقظ فلن تسيطر على العالم فإنك لست “بينكي و برين” !

*الهامش : “بينكي و برين” هو مسلسل كرتوني تدور أحداثه حول فأريْن يعيشان في مختبر هدفهما هو السيطرة على العالم.

بقلم / عبدالعزيز الشعبان