كتاب سبر

وأخيراً.. “دون كيشوت” خليجي الأصل !

الفوبيا أو مرض الرهاب ، هذا الداء الذي بدأ يفتك في الشعوب العربية وبالذات الشعوب الخليجية بعد انتشاره الرهيب في المنطقة .. فقد أرّق ليلهم، وأقضّ مضجعهم … وبدأ كل أمر يجري من حولهم ولو كان عابرًا، ظنوه مؤامرة تهدد وجودهم !!.

المصابون بهذا المرض، أتعبوا أنفسهم كثيراً وخصوصًا غلاة الطاعة منهم، بعد أن تقمصوا شخصية “دون كيشوت” وأصبحت كل الطواحين من حولهم وحوشًا كاسرة تريد الفتك بهم -كما تصورها لهم الفوبيا- !!.. وللأسف عندما تسعى جاهدًا لطرد “دون كيشوت” من عقولهم وتشرح لهم ما يجرِ من حولهم، وأن ما تهربون منه تارة وتقذفونه بالحجارة تارة أخرى، ليس وحشاً كاسرًا وإنما هي مجرد طاحونة هوائية تداعبها الرياح فتتحرك !.. ولكن ما أن تحاول الشرح، حتى ترى “دون كيشوت” نفسه يظهر لك في شخوصهم ، يطيل النظر في وجهك والشرر يتطاير من عينيه ،، هنا تعلم بأنك لست في نظرهم سوى طاحونة أخرى تريد القضاء عليهم !!

القضاء على مرض فوبيا الطواحين الشريرة عند هذه الشعوب أصبح أمراً مستحيلا ، وذلك لرسوخه في عقولهم الباطنية … ولا أظن أن له دواء ، ما دام “الراوي” الذي يجتمع الناس من حوله طلباً للخرافات، يجول في مقاهي الخليج ويفزعهم بروايات “دون كيشوت والطواحين”حتى سيطر على عقولهم !.. وأما من يقف خلف ”الراوي“ فقد بدا فرحاً وهو يتفرج على الناس وهم ينفرون من بعضهم البعض، فأصبح كل منهم يرى في صاحبه طاحونة شريرة تريد النيل منه !!.. وهاهو الراوي الان يستوطن مقاهي الخليج ولا يتوقف عن سرد قصة “دون كيشوت والطواحين” حتى أن صوت الراوي بدا أكثر وضوحًا في بيوت الخليجيين، وأصبحت كلماته لها صدى في قلوبهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي !.

نقطة مهمة:

قالوا لي بأن رواية دون كيشوت هي إسبانية الأصل … فقلت في نفسي ، مستحيل!، فالرواية مجرياتها وشخصياتها عربية وبامتياز !… فخلصت إلا أن ”دون كيشوت“ نفسه ، هو إسباني الجنسية ولكن جذوره خليجية عربية تعود إلى العرب الذين استوطنوا الاندلس قديمًا !.