كتاب سبر

فكرة ناصر وفكرة محمد..؟!

في نهاية الشهر الماضي أعلن الأمير محمد بن سلمان عن مشروع سياحي أطلق عليه مشروع البحر الاحمر وتتمحور فكرته حول الإستفادة من 50 جزيرة طبيعية في البحر الأحمر ، وقد دفعني هذا الإعلان إلى إستحضار فكرة مشابهة طرحها وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد منذ فترة طويلة للمقارنة بينهما في طريقة التناول الإعلامي على الأقل .

ربما يقول أحدهم ” أنت وين والناس وين ” في إشارة إلى الأزمة الخليجية بين قطر ودول الحصار الأربع ( السعودية ، مصر ، البحرين ، الإمارات ) وأعتقد أن الرد بسيط فلكل فكرة أو أزمة جمهورها ولاينبغي لنا أن نغفل بقية الملفات عندما تنشب أزمة ما فالمسارات مختلفة ، ويمكن أن تستثمر تلك المسارات فيما يعود بالفائدة على المنطقة .
لابد من الإعتراف بأهمية الفكرتين في تطوير الإقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل خاصة في بلدان تعودت الإتكاء على مصدر ناضب للدخل ( النفط ) في مقاربة لم تحدث لأحد من قبل ، وكأن هذا المصدر أي النفط ” سرمدي ” من حيث الأسعار ومن حيث الحاجة والكميات ، ودون الدخول في التفاصيل والأرقام فالمشروعين جريئين بحق .

فكرة الأمير محمد بن سلمان حظيت بالدعم الإعلامي منذ اليوم الأول لطرحها إن على صعيد الإعلام الرسمي وهذا متوقع أو على صعيد الإعلام الخاص والشعبي ( شبكات التواصل الإجتماعي ) في تناغم يوحي بأهمية تلك الفكرة ومدى الحاجة لها إقتصاديا وحتى سياسيا ، فيما أعرضت أجهزة الإعلام الحكومية عندنا عن تناول تلك الفكرة وحتى الإعلام الخاص مشغول في مناكفات ” تقطيع وقت ” لاطائل من وراءها .
الحكومة عندنا في عداء دائم مع أي فكرة تصدر عن خصم سياسي لها مهما كان في تلك الفكرة من فرص لتسجيل إنجازات للحكومة نفسها ، كما أن لديها القدرة على تخريب اية فكرة حتى وإن حظيت بدعم من سمو الأمير حفظه الله من خلال ” تكتيكات ” وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء المعتادة ، ولولا تحرك الشيخ ناصر صباح الأحمد نفسه لعرض فكرته بجهد شخصي خلال الفترة الماضية ، لما حظيت بمثل ذلك الجدل ” المحدود ” للأسف .

لم تتوقف ” شخصنة ” الحكومة عند هذا الحد فمشروع طريق الحرير الذي سبق فكرة الإستفادة من الجزر حاولت أطراف في الحكومة الحيلولة دون خروجه إلى النور رغم أن فرص نجاحه كبيرة جدا في جلب الإستثمارات الصينية إلى الكويت خاصة مع طرح فكرة ميناء مبارك الكبير وتبني الرئيس الصيني الحالي إحياء طريق الحرير التاريخي من جديد وإمكانية توقيع شراكة صينية كويتية لإدارة ذلك الميناء العالمي لكن ماذا نفعل مع حكومة لايتجاوز تفكيرها أرضاء نائب لإستمرار بقاءها .

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على خالد إلغاء الرد