منوعات

(المرقاب).. عين الكويت قديما في مراقبة القوافل ورصد الغزاة

تعد منطقة (المرقاب) ذات الطبيعة المرتفعة من أشهر مناطق مدينة الكويت قديما نظرا إلى موقعها الاستراتيجي الذي جعل منها عين البلاد التي تراقب القوافل القادمة إلى البلاد والراصدة للغزاة.
وتقع (المرقاب) جنوب مدينة الكويت وتعتبر من أهم المناطق القديمة الواقعة داخل السور وهي ذات طبيعة مرتفعة عن سطح البحر وواسعة المساحة نسبيا واستمدت تسميتها من (مرقب) ومعناه في أصل اللغة موضع المراقبة أي المكان العالي يتم الوقوف عليه لتتسع الرؤية للمراقبة كما تعني كلمة (مرقب) نظارة رصد أو المنظار المقرب.
وفي السياق قال المؤرخ والباحث في التراث الكويتي عبدالله بن ناصر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن “منطقة (المرقاب) ذات موقع استراتيجي فهي تقع في قلب العاصمة الكويت وتحدها من الشمال ساحة الصفاة ومن الغرب قصر نايف أما من ناحية الجنوب فيحدها السور الذي يقع بين بوابة (دروازة الشامية) وبوابة (دروازة البريعصي)”.
وأوضح بن ناصر أن تسمية منطقة (المرقاب) بهذا الاسم جاءت بسبب وجود تل مرتفع أي بمعنى أنها أرض مرتفعة شيد عليها الأجداد الأولون بناء بهدف مراقبة الغزاة علاوة على مراقبة القوافل القادمة من الصحراء إلى مدينة الكويت.
وأضاف أنه “بعد أن تم بناء السور الثالث وحين حل الأمن والأمان في المنطقة شرع سكان (المرقاب) في بناء المنازل وفتح الشوارع كما شيد أهل الخير والمحسنون المساجد والدواوين في المنطقة.
وذكر أن “منطقة (المرقاب) انقسمت إلى عدة أحياء وتمت تسمية هذه الأحياء القديمة نسبة إلى أسماء بعض العائلات التي قطنتها أو نسبة لوصف المكان أو لغيرها من الأسباب”.
وبين أن “دائرة المعارف في الكويت آنذاك افتتحت عدة مدارس في منطقة (المرقاب) كما تم افتتاح نادي (المرقاب) في الفترة ذاتها وبعد عملية التثمين والتخطيط العمراني الحديث انتقل أهالي هذه المنطقة إلى المدن السكنية الجديدة الواقعة خارج سور الكويت بينما ظلت (المرقاب) ذات موقع استراتيجي مهم”.
ويتسع الحديث عن (المرقاب) ليشمل مدينة الكويت القديمة التي كانت تضم أربعة أجزاء رئيسية هي (شرق) و(الوسط) و(جبلة) و (المرقاب) وتتفرع هذه المناطق إلى أحياء أصغر حجما تعرف ب(الفرجان) ومفردها (فريج) ومن (الفرجان) تتفرع (السكيك) ومفردها (سكة) وهي الشوارع أو الأزقة الداخلية الصغيرة الضيقة.
وتعد منطقة (المرقاب) حديثة نسبيا بالنسبة إلى المناطق الثلاث الأخرى (الوسط) و(جبلة) و(شرق) وتميزت بكثرة (فرجانها) (وبرايحها) ومفردها (براحة) وهي كلمة تطلق على الساحة الواسعة بين المنازل يستخدمها السكان للتنفيس عن ضيق المنازل آنذاك كما تميزت بضيق (سكيكها) وبيوتها الطينية قديما.