عربي وعالمي

“وصية الموت” من معتقل سياسي إيراني في السجن لزوجته وابنته

بعث المعتقل السياسي سهيل عربي، وصيته من داخل محبسه بسجن إيفين الإيراني، إلى زوجته، وهو على مشارف الموت، بعد بضعة أيام من بدء إضراب عن الطعام.

وقال “عربي” في رسالته المعنونة بـ”وداعًا للحياة”، نسترن (زوجته) صدقيني لقد فعلت كل ما يمكنني فعله لأعود ونبدأ حياتنا من جديد ولكن…
أخبري روجانا (ابنته) أن والدها قد زهقت روحه بجريمة التفكير والتنوير.

أنا أحبكما، وأكتب لكما وصيتي الآن وأنا لا أملك ثروة لأتركها لكما، أنا خجل منكما وأطلب العفو والسماح، فقد تركتكما وحيدتين طوال 1388 يومًا قضيتها في الحبس، وخصوصًا آخر ثمانية أيام، التي كانت أيامًا صعبة للغاية.

لقد واصلت الليل بالنهار مستجديًا بعض الأمل في أن يصحو ضمير القضاة والمحققين، وعندما يصحو ضميرهم فسيبرؤنني ويضعون مكاني المجرمين الحقيقيين، وسأعود إلى جواركما مرة أخرى لأحكي لروجانا قصة، وأضمك إلى أحضاني، لم يعد في وسعي احتمال كل هذا الظلم،

لقد تعبت من القتال والصراخ وحيدًا، لا أحد يساعدني على الصراخ في وجه الظالمين، لا أحد يذكر سهيل المحبوس في قفص ولا حيلة بيده ولا فرق بينه وبين رجل ميت.

أنا سأذهب؛ لكني على يقين من يوم آت لا ريب فيه، نتخلص فيه من شر الظالمين، وستقرأون قضيتي، وتؤمنون أنني لم أستحق حتى يومًا واحدًا في السجن.

سيأتي يوم يُحاكم فيه القضاة ومحققوهم، ولن يكون المنافقون– وقتها- يعبثون بأرضنا.

ورسالتي إلى المسؤولين: أنا الآن على بعد خطوة واحدة من الموت، مستوى السكر في دمي 50، وضغط دمي 5/6، ووزني 66 كيلو جرامًا، وأعاني من نزيف في المعدة و…..
لا أبالي بالمطالب القانونية، لكن على الأقل لدي رغبة أطلب منكم تنفيذها بعد موتي، ادفنوني في العنبر رقم 350 في سجن إيفين، الذي سيصبح قريبًا متحفًا وستذكرني روجانا بافتخار.

رسالتي لأحبائي لا تبكوا في ذكرى وفاتي؛ ولكن استمعوا إلى أغنية “ارت بيانرا”.

لا تسمحوا بتعذيب شخص آخر بسبب اختلاف رأيه مع النظام.

سهیل عربي – 29 سبتمبر 2017

وكان سهيل قد حمَّل محققي وقادة معسكر ثأر الله التابع للحرس الثوري، المسؤولية الكاملة عن حياته في رسالة سابقة له.

واعترض سهيل على تضييق الخناق على عائلته، فقد اعتقلت زوجته نسترن نعيمي مؤخرًا ثم أفرج عنها بكفالة، وطردت من عملها بعد ضغوط المحققين.

ولدى سهيل طفلة صغيرة اقتصرت ذكرياتها عن والدها على قاعة زيارات سجن إيفين، خلال الأربعة سنوات الماضية، قبل أن يحرم سهيل من هذا الحق.

الوسوم