آراؤهم

المعلم رسول النور في حياتنا

أكتب هذه بمناسبة الذكرى السنوية التي تحييها منظمة اليونسكو لليوم العالمي للمعلم, كل 5 أكتوبر وذلك منذ عام 1994 وأكثر من 90 دولة حول العالم تحتفل بهذا اليوم المجيد, تقديرًا وإحترامًا للمعلم الذي ساهم في نشر العلم, في جميع أنحاء المعمورة وعلم المعلم من ابتكروا الإختراعات وحققوا الإنجازات الحضارية والصناعية والتقنية التي ساهمت في جودة حياة الإنسان, ويصعب المقام لسرد فضل المعلم يكفي بأنه كاد أن يكون رسولاً!

بما أنني على أعتاب التخرج من الدراسة الجامعية, أنوي العودة إلى داخل الأسوار الجامعية للحصول على درجة علمية عُليا, أجد اليوم العالمي فرصة للكتابة عن معلمي.. الذي علمني في حياتي كلها, في المدرسة أو الجامعة أو المسجد أو الشارع وفي كل مكان, العلم لا ينتهي حده عند الخروج من حدود مبنى بُني على علم ومن أجل العلم.

والدي معلمي الأول والقدوة الحسنة لي, المُحب للعلم حيث يقدم كل شيء لنا, وهمه منصب بأن نكون عائلة متعلمة وقادرة على العيش الكريم الذي يحققه العلم, حريص أبي على تلقينا العلم بشكل أفضل وأعلى جودة والسعي للحصول على أعلى الدرجات وعسى أن نحصل عليها في الدارين, في مراحل تعليمي يعود الفضل -بعد الله- إلى والديّ.

أمي مدرسة أتعلم منها كل جميل, أكاد أجزم بأن أبي حريص على علمي أكثر من حرصي, إلهي لا تحرمني من الذين أناروا طريق العلم ومهدوه لي.

يبقى الحنين لمن علمني في مراحلة الدراسة بداية من معلم الصف الأول الابتدائي إلى آخر مستوى في الجامعة, أتمنى أن نلتقي ونجلس سويًا لنتجاذب أطراف الحديث ونستعرض شريط الذكريات الجميلة, وإنني على إستعداد تام لإقامة مثل الجلسة أو الملتقى لكل من جلست أمامه على مقاعد الدراسة, وتكون بين فترة وفترة يتم تحديدها بالإتفاق فيما بعد, لبحث أحوالهم وهذا نابع من تقديري الجم لهم, ومن حسن حظي أنني أحظى بالتواصل مع بعضهم, ومن فقدت التواصل معهم عسى ربي يأتيني بهم, ومن رحل عن وجه الدنيا عليه رحمة ومغفرة ونور من رب العالمين.

في ذاكرتي العديد من المواقف والقصص المشرفة لمن كان لي معلمًا يحن لها الفؤاد وستبقى عالقة في ذهني دائمًا, سواءًا كنت على خشبة مسرح المدرسة والجامعة وفي المعمل المدرسي والجامعي أو في المستشفى, أعتقد يمكنني الوصول إلى التواصل معهم من خلال المرور على المدرسة, ولكن من المدراس التي درست فيها هُدمت ولكن لم تهدم صرح من الذكريات الخالدة في الجمال.

العلم سلاحك لتطوير ذاتك ومواجهة مصاعب الحياة ولعيش أفضل ولخدمة الوطن والمساهمة أيضًا في خدمة المجتمع, وعلى النقيض الآخر ما أكثرهم أحياء.. وهم في عداد الموتى!

الأوفياء هم من يدينون بالجميل لأصحابه, الجمال الذي تبصره في الحياة, على سبيل المثال: ناطحات السحاب ووسائل النقل والتواصل المتنوعة وسرعة إنجاز الخدمة, كل هذا وأكثر ناتج من العلم.. والعلم ضياء الحياة, وعلينا أن نبقى ونساعد الكل لتلقيه ولا نتوقف على مستوى واحد بل نطور التعليم والعلم في المملكة العربية السعودية.

المعلم رسول النور في حياتنا, ينبغي من الكل أن يقدره أيما تقدير, وهو مربي الأجيال وصانع الحضارات ومقدم القادة, ويُكرمه أيما تكريم ويدعوا له بقلب يطلب من خالقه الإستجابة, لا بد من تحسين حاله والإستجابة لمطالبه والكل على قدر قدرته, فهو من تخرج على يده المهندس والطبيب والفني.. إلى آخر القائمة.

حسن الخاتمة:

من أعظم الهدايا التي تُقدم هي مدرسة في منطقة نائية, تُحيي فيها العلم وتترك بصمة من نور لا ينطفأ أبدًا.

تعليق واحد

  • بارك الله فيك دكتور فيصل
    وأسأل الله تعالى أن يحقق غايتك بالوصول للدرجات العليا بالدراسة الجامعية
    وهنيئاً لوالديك بك لبرّك و جمال وصفك لفضلهم
    حماك الله ورعاك

أضغط هنا لإضافة تعليق