آراؤهم

الأعباء الإدارية وتأثيرها على الأداء الفني للمعلم

الأعباء الإدارية ” تقضُّ مضاجع المعلمين ” ليس هذا تعبير مجازي ولاتشبيه بليغ بل هي كلمات إستخدمتها بمحلها ولووجدت كلمة تصف حجم التعب لإستخدمتها !

نعم الأعباء الإدارية من : إشراف ومناوبة ولجان وحصص إنتظار وورش ودروس نموذجية وعمل أوراق وإجتماعات وأعمال جودة وبرامج إذاعية ومعارض وطباعة شهادات وتوزيع وتصديق ومراجعة ومقصف وصندوق مالي وكنترول وإختبار مريح ومسابقات وإحتفالات ومتابعة طلبة ضعاف وفائقين وإعداد ملفات وإعداد وسائل تعليمية وإعداد قيم وسجلات ونشاطات لاصفية ورحلات مدرسية وتجهيز صفوف وتوزيع كتب والجديد الآن متابعة مواقع المدرسة في حسابات التواصل الإجتماعي وورش التوطين
وهلم مجرا…. ( تقضُّ مضاجع المعلمين ) !!

أصبح مطلوباً من المعلم أن يصل الليل بالنهار لينجز هذة الأعمال التي يستحيل طبعاً عليه إنجازها أثناء ساعات العمل الرسمي الذي يفترض أن يقضيها بعملية التدريس زد على ذلك أنها طلبات مستعجله !!!!! كل هذا دون مراعاة لوضع المعلم الجسدي والنفسي والأسري والمادي !

المعلم الذي لم يبلغ طاقاتة الكاملة داخل صفه ومع تلاميذه بسبب الأعباء الإدارية ! المعلم الذي تهدر طاقاته خارج الصف بالوقت الذي يجب أن تُستغل داخله يحتاج من وزارة التربية توصيفاً وظيفياً جديداً لتستوعب الإدارات المدرسية مهام المعلمين بشكل واضح

إستخدام الحق بليّ الذراع الذي تنتهجه بعض الإدارات المدرسية يحتاج هيكلة جديدة لتخفيف الأعباء الإدارية عن المعلمين ويحتاج آليات فاعلة لإنفاذ القانون وتقنين البنود الإدارية في تقييم كفاءة المعلم بطريقة تجعل بعض مديرات المدارس ورئيسات الأقسام يستوعبن أن المعلم ليس مهرجاً ولاإخطبوطاً وأن عمله الأساسي يجب أن يقضيه بين التدريس والتدريب والبحث وكفى !
كما أنه بالنهاية إنسان وله طاقة محدودة

الأعباء الإدراية التي أرهقت المعلمين إن لم تكن هي سبب الإستقالات التي أعلنت عنها وزارة التربية مؤخراً فهي بلاشك تسبب لهم إحباطاً وإحساساً بالفشل وهذا سيؤثر سلباً على أداءه داخل الصف ومع تلاميذه

وأطرح لكم حلولاً لأقطع الطريق على من يضيق صدره بالنقد الحقوقي (ويقولي انت بس تنتقدين) !!! أطرحها فقط ( عشان أطلع من شرهتهم ) فوزارة التربية لديها مستشارييها ولجانها المؤهلين لدراسة الواقع والخروج بحلول مناسبة :

١- تفعيل أكثر للأقسام الإدارية
٢- زيادة توظيف الإداريين
٣- تقنين البنود الإدارية في تقييم كفاءة المعلم
٤- فصل الخدمات الغير تعليمية عن الإدارة المدرسية بوحدة مستقله
٥- تفعيل التخاطب الإلكتروني والفهرسه والحفظ والتوثيق
٦- تجربة مدرسة بلا تكاليف إدارية ودراسة النتيجة بعد ذلك
٧- توفير فضاءات أوسع للمعلم وأرحب لحريته في التفكير والحركة يستطيع من خلالها تجديد نفسه وشحذ همته وصقل مهاراته

(وعشان لايطلعلي صوت تفكيره بسيط) !!
أنا لاأتحدث عن جميع الأعباء الإدارية لأن بعضها يعد بمثابة واجبات تكاملية تدخل ضمن نطاق دور المعلم كإعداد الإمتحانات وتصحيح الكتب وتحليل النسب

الأعباء الإدارية تكبّل قدرات المعلمين التدريسية وتشغلهم عن مهامهم وعطاءهم داخل الصف ! وهذا يهدد مستوى طلابهم بطريقة غير متعمدة أو مقصودة منهم !
تزايد الضغوط الإدارية يتعارض مع الإبداع الأكاديمي داخل غرفة الصف لأن الكمية تقتل الجودة ! وكلما إنخفضت هذة الأعباء كلما منح المعلم جهده الكامل لتلاميذه

كيف يمكن لمعلم أن يشرح درسه؟
ويمكَّن كل طالب عنده من القراءة والكتابة والتسميع وحل المسائل وتصحيح الكتب ؟
كيف يمكن له أن يعرض المعلومة بطرق مشوقة وجاذبة وبطرق تناسب كل أنماط التعلم ؟
مع ملاحظة أن متوسط عدد الطلبة في أغلب مدارسنا٣٠ طالب تقريباً !! وقد أُنهكت طاقاته خارج غرفة الصف بهذا الكم الهائل من الأعباء الإدارية ؟

أترك الإجابة لكم ؟! أو مرروا المقال لعلنا نجد الإجابة عند رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد بمجلس الأمة السيد الدكتور محمد هادي الحويلة.

*هدى الديحاني – معلمة