آراؤهم

أزمة المثقف العربي

مساحة تعبير ضيقه وهذه حقيقه،وفوضى لاتطاق وهذه حقيقة أخرى.الحقائق هي “أمور عنيده ” كما يقول عنها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان،وهي أمور لايحب أن يسمعها الناس لأنهم لايريدون رؤية أوهامهم تتحطم كما يقول دوستويفسكي.والحقائق دائماً ماشكلت أزمه في عالمنا العربي برأيي المتواضع هي الأكبر فحولت العربي الى تائه في القرن العشرين على غرار ماكان يتم وصف اليهود “باليهودي التائه” عبر عصوراً مضت.فالخطوه الأولى لحل أي أزمه هي الأعتراف بالحقائق وهي خطوه لم نجتازها بعد،لازلنا نتمسك بأوهمنا و نعتقد بأننا كسبنا رهان المستقبل وبالواقع نحن خسرناه،ولازالنا نعتقد بأننا محور حياة الكون بينما نحن لسنا سوا هامش في حركة العالم،وعلى الرغم من أمتلاكنا مصادر الطاقه ومفاتيح الجغرافيا الا أن دورنا في “النظام العالمي” هو تابع وليس مستقل، فنحن نملك المال ولم نخلق إقتصاد، المال مهما بلغت قيمته يعود الى ورق بلا قيمه أمام الأزمات الإنسانيه.وأمام هذا كله عزيزي القارئ أبرر أعتقادي أن مانعانيه اليوم هو أزمة فكر وليست مال،وأزمة عقل وليست جغرافيا.فوجود المال ووجود الجغرافيا لم يحول دون أن يجد العربي نفسه تائهاً وسط متغييرات العصر،يعلم من أين أتى،ولا يعلم الى أين هو ذاهب!ومن هنا تتبلور “أزمة المثقف العربي”.

يجد نفسه المثقف العربي اليوم أمام ثلاث طرق متوازيه عليه أن يختار أياً منهم سيسلكه ويتحمل تبعاته:طريق الحق ويقوده الى السجون،وطريق التطبيل ويقوده الى القصور،وطريق الصمت وهو مجهول مع علمه المسبق أن الصمت عمل غير أخلاقي.فالمثقف هو من يخلق الأساطير ويؤرخ الوقائع ويُرسخ المفاهيم،حزني عميق وأنا أرى بحجة الأمن تُكسر أقلام المثقفين،وبحجة الإستقرار يُستبد أصحاب الفكر.
هو واقع مرير والخطوه الأولى لتجاوزه هي إدراكه والإعتراف فيه.