تكنولوجيا

5 تحديات أساسية تواجه تشغيل الجيل الخامس لـ”المحمول”

صدرت خلال الآونة الأخيرة إشارات متضاربة بعض الشيء بشأن مستقبل الجيل الخامس للمحمول، إذ تحدثت بعض الجهات بقدر من الحذر عن هذا الجيل، مؤكدة وجود خمسة تحديات تنظيمية وتقنية وتشغيلية مؤثرة تواجه مشروعات نشر وتشغيل الجيل الخامس، وتحد من فرص تنفيذها بالسرعة المعلن عنها، فيما تحدثت جهات أخرى بقدر كبير من التفاؤل، مؤكدة أنه يمضي قدماً بسرعة كبيرة ليصبح هو التقنية الأبرز والأكثر انتشاراً عالمياً بحلول عام 2023، ووقتها سيكون هناك مليار شخص على الأقل يستخدمون هذه التقنية في العالم.

وقد صدرت النظرة الحذرة المتحفظة عن مؤتمر «قمة الجيل الخامس»، الذي عقد في العاصمة التايوانية تايبيه على التوازي مع مؤتمر ومعرض «كمبيوتكس» للتقنية خلال الشهر الجاري، إذ تضمنت فعاليات المؤتمر محاضرات لخبراء تبنت النظرة الحذرة المتحفظة، ولخصها تقرير نشره موقع «تيك ريبابليك» techrepublic.com المتخصص في التقنية بخمس نقاط هي:

عوائق تنظيمية وقانونية

وهي مشكلة ظهرت فعلياً في الاتحاد الأوروبي، كما عبر عن ذلك رئيس جمعية البنية التحتية الأوروبية لشراكة البنية التحتية بين القطاعين العام والخاص، كولين ويلكوك، الذي أشار خلال المؤتمر إلى أنها مشكلة سببها الأساسي الاختلافات الحكومية الحالية بين 28 دولة عضواً في الاتحاد. وهذه المشكلة ستجعل من المرجح أن تقتصر الطفرات المبكرة للجيل الخامس في أوروبا على الاحتياجات المتخصصة، مثل توفير الاتصال في بطولة كرة القدم الأوروبية لعام 2020، إضافة إلى القطاعات الرأسية ذات الأولوية، مثل الرعاية الصحية، والمصانع المتصلة.

لا أن آخرين في المؤتمر أشاروا إلى أن هذه القضية ليست بهذه الشدة في أماكن أخرى من العالم، مثل جنوب شرق آسيا، واليابان.

«يو إل آر آر سي»

ويتمثل التحدي الثاني بالوصول إلى نمط الاتصال المعروف باسم «يو إل آر آر سي»، الذي يعد أحد أهم جوانب الجيل الخامس، ويقصد به الوصول إلى شبكة اتصالات تتسم بالموثوقية الفائقة، وأقل فترة «كمون» أو بطء في الاستجابة، ويعد هذا النمط من المتطلبات الأساسية فعلياً للاتصالات اللاسلكية في حالات استخدام «إنترنت الأشياء».

«تشريح الشبكات»

وهناك تحد ثالث يتعلق بتطبيق نهج «تشريح الشبكات»، ويقصد به تقطيع شبكات المعلومات والاتصالات، افتراضياً، إلى شرائح مستقلة عند العمل بالجيل الخامس، ما يجعلها توفر خدمة مخصصة لحالات الاستخدام المستقل، وتتيح إنشاء شبكات افتراضية متعددة ذات قدرات مختلفة لاحتياجات مختلفة، مثل السيارات ذاتية القيادة التي تتطلب وقت استجابة منخفضاً، ولكن ليس بالضرورة إنتاجية عالية.

تحديد المواقع

أما التحدي الرابع فيتمثل في تحديات الاقتران والمزاوجة بين تقنية الجيل الخامس والتعلم الآلي، لتحسين خدمة تحديد المواقع في الأماكن المغلقة، وهذا الأمر لايزال في بدايته وقيد البحث.

وقد عرض رئيس الابتكار في شركة «نوكيا» راجيف أغراوال، طريقة لإنشاء نظام تحديد مواقع داخلي أكثر دقة دون استخدام إشارات نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»، ووصل في هذه الطريقة إلى دقة في تحديد المواقع تصل إلى هامش خطأ لا يتعدى متراً مربعاً، إلا أنه بدا من العرض أن الأمر معقد، ويتطلب تداخلاً كبيراً بين الشبكات العصبية والخرائط ثلاثية الأبعاد، جنباً إلى جنب مع تقنية الجيل الخامس.

نشر الموجات

وتمثل التحدي الخامس في صعوبات نشر الموجات الملليمترية التي تعد العماد الأساسي لتقنية الجيل الخامس، وما يكتنفه ذلك من عمليات معقدة، فشبكات الموجات الملليمترية عرضة للتداخل في الغلاف الجوي، خصوصاً في ظل تأثيرات مثل هطول المطر، فضلاً عن أن أشياء مثل أوراق الشجر القريبة، التي يمكن أن تعطل الإشارة.

نظرة متفائلة

في توقيت متقارب، أصدرت شركة «إريكسون» للتقنيات، تقريرها السنوي «حالة الاتصالات المتنقلة»، الذي تحدثت فيه بتفاؤل كبير عن الجيل الخامس، وتوقعت أن أن تقود أميركا الشمالية عمليات إطلاق تقنية الجيل الخامس، بالتزامن مع تخطيط جميع مشغلي الولايات المتحدة الرئيسين لإطلاق التقنية بين أواخر عام 2018 ومنتصف عام 2019.

وتوقعت أن تشكل تقنية الجيل الخامس بحلول نهاية عام 2023 نحو 50% من اشتراكات الهاتف المحمول في أميركا الشمالية، يليها شمال شرق آسيا بنسبة 34%، وأوروبا الغربية بنسبة 21%.

وعلى الصعيد العالمي، توقع التقرير أن يتم نشر تقنية الجيل الخامس ابتداء من عام 2020، وأن يبلغ عدد الاشتراكات نحو مليار اشتراك لتعزيز النطاق العريض المتنقل بحلول نهاية عام 2023، ما يمثل 12% من جميع اشتراكات الهاتف المحمول.

حركة البيانات

وقدر التقرير حركة البيانات المتنقلة بأكثر من 107 إكسابايت شهرياً، وهو رقم معادل لتشغيل مقاطع الفيديو عالية الدقة من قبل جميع المشتركين في خدمة الهاتف المحمول في جميع أنحاء العالم لمدة 10 ساعات. وبحلول عام 2023، سيتم نقل أكثر من 20% من حركة بيانات الهاتف المحمول بواسطة شبكات الجيل الخامس، أي أكثر بـ1.5 مرة من إجمالي حركة المرور لتقنيات الأجيال الثاني والثالث والرابع حالياً. وكتقنيات الأجيال السابقة، فإن من المتوقع أن يتم نشر الجيل الخامس في الولايات المتحدة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع نطاق عريض نقال معزز ونفاذ لاسلكي ثابت، إضافة إلى حالات الاستخدامات الأخرى من قطاعات مثل السيارات والتصنيع والمرافق والرعاية الصحية.

كما توقع التقرير أن يتم طرح الإصدار الأول من الجيل الخامس لبيانات الأجهزة فقط في النصف الثاني من عام 2018، وأن يتم إطلاق الهواتف الذكية التي تدعم الجيل الخامس تجارياً في منتصف العام المقبل، ويتم دعم عرض النطاق الترددي العالي في منتصف عام 2019.

الوسوم