تكنولوجيا

تحليل يتوقع انقراض نظام “ويندوز” داخل المنازل في 2018

توقع تقرير حديث، كتبه المحلل التقني في شركة «دايمنشن داتا» للاستشارات وبحوث تقنية المعلومات، جايسون بيرلو، أن يتعرض نظام تشغيل «ويندوز» العريق خلال 2018، لانقراض فعلي داخل المنازل، دون أن يهتم به أحد، لافتاً إلى أن أول من لا يهتم بذلك هي شركة «مايكروسوفت» الأميركية نفسها التي صنعته مطلع تسعينات القرن الماضي، وظلت عقوداً طويلة تعتبره «جوهرة التاج» لها، لكنها اليوم تتركه لمصيره، وتبعث للجميع بإشارات واضحة لا تخطئها عين، بأن «ويندوز» داخل المنازل لم يعد شيئاً يستحق الدفاع عنه، وتمضي بقوة نحو رؤيتها الجديدة التي ترى الفرص والمستقبل في كل من الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وتعيد تشكيل فرق «ويندوز» نفسها لتعمل طبقاً لهذا المفهوم.

علامات الانقراض

وبدأ التقرير الذي نشرته شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية بالإشارة إلى أن 2018 يعتبر العام الذي يمكن وصفه بأنه عام الانقراض الفعلي لنظام تشغيل «ويندوز» داخل المنازل. ويحدد التقرير مجموعة علامات صادرة عن «مايكروسوفت»، تؤكد فرضية ترك «ويندوز» ينقرض داخل المنازل، وليس بينها بالطبع قضية تراجع المبيعات، لأن هذه من آليات السوق المؤكدة، وإنما تتضمن الإجراءات والأفعال التي أقدمت عليها «مايكروسوفت» نفسها، القبول بتشغيل «ويندوز» على بنيات معمارية مختلفة جذرياً عن البنية المعمارية التي نشأ وعمل عليها تاريخياً، وهو أمر كان مرفوضاً بصورة مطلقة لعقود ماضية. ومن ذلك أيضاً، فك ارتباط «ويندوز» بالهيكيلة المعمارية العريقة «إنتل اكس 86»، وجعله يعمل مع الهيكلية المعمارية منخفضة الاستهلاك في الطاقة المعروفة باسم «إس أو سي»، التي تم على أساسها إنتاج معالجات من نوعية مختلفة، مثل معالجات «كوالكوم سناب دراغون». وأقدمت «مايكروسوفت» أيضاً على إيقاف وإخفاء بعض المكونات العريقة التاريخية التي كان لا يمكن المساس بها داخل «ويندوز»، مثل النظام الفرعي «ويندوز 32» الذي كان موجوداً منذ عام 1990، فضلاً عن أنها فتحت منصاتها وتطبيقاتها لتعمل مع أنظمة تشغيل كانت بالنسبة لها «الشيطان» بعينه حتى وقت قريب، مثل «أندرويد» من «غوغل» و«آي أو إس» من «أبل».

واستشهد التقرير على هذا التغيير العميق، وترك «ويندوز» يموت في إحدى ساحاته التاريخية، ببعض مما قاله الرئيس التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، خلال مؤتمر مطوري «مايكروسوفت» الأخير، عندما أكد أن ما تركز عليه «مايكروسوفت» حالياً هو أن منصاتها ومنتجاتها وخدماتها الحالية تستهدف كل شيء فعال، وليس فقط أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

خلط تنظيمي

واعتبر التقرير أن هذا الأمر لا يحدث بمنطق الصدمة من قبل «مايكروسوفت»، بل يأتي ضمن قدر كبير ومدروس من الخلط التنظيمي الذي يستهدف وضع مزيد من التركيز في مجالات النمو الأعلى مثل الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، كجزء من عملية انتقال مخطط لها منذ فترة طويلة، نحو طريقة أكثر حداثة لتطوير البرمجيات، والتي تسمح لها باستهداف أكبر عدد ممكن من المنصات والأجهزة، إن لم يكن كل المنصات والأجهزة القائمة على الساحة، ويشمل ذلك أجهزة المحمول التي تعمل على نظامي «أندرويد» من «غوغل» و«آي أو إس» من «أبل»، إضافة إلى أجهزة «إنترنت الأشياء» التي تعمل على نطاق واسع بدءاً من مفاتيح الإضاءة الذكية الصغيرة المستندة إلى متحكم دقيق، إلى الأجهزة الذكية، وأجهزة بث الفيديو، وأجهزة التلفزيون الذكية، ووحدات تحكم ألعاب الفيديو، فـ«مايكروسوفت» تستهدف كل شيء وليس مجرد أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

ساحة الأعمال

ويرى التقرير أن ترك «ويندوز» ينقرض من المنازل لا يعني أنه أصبح غير مهم بالنسبة لـ«مايكروسوفت» في الإطار العام، إذ لايزال هذا النظام أداة مهمة جداً في ساحة الأعمال والشركات والمؤسسات، ليس لأجهزة الكمبيوتر المكتبية، بل للأجهزة الخادمة، فـ«ويندوز» لايزال وسيظل لأكثر من 10 سنوات على الأقل ثابتاً جداً ومهماً جداً في الشركات الكبيرة، نظراً للعديد من تطبيقات سطح المكتب القديمة التي لن تختفي. وفي هذا السياق، يقول التقرير إن استمرار أهمية «ويندوز» كنظام تشغيل لأجهزة الكمبيوتر الخادمة في مراكز بيانات المؤسسات، وفي مراكز تقديم خدمات الحوسبة السحابية العامة والخاصة، سيظل قائماً على الأرجح لمدة 10 سنوات أخرى على الأقل إن لم يكن أكثر، ولن تتغير هذه الأهمية أو تقل على الرغم من الانتشار الواسع للتقنيات التي تتمحور حول التطبيقات، مثل الحاويات، والخدمات الميكروية، وإدارة البرمجيات، فقطاع الأعمال والقطاع العام يتحركان ببطء أكبر، ولديهما الكثير من التبعية لـ«ويندوز» التي يجب أخذها في الحسبان.