آراؤهم

لندرك فقه الخلاف

الإشكالية التي تعاني منها كثير من الجماعات الإسلامية انها علمت الخلاف ولم تعرف فقهه .لعل هذه العبارة سالفة الذكر ممكن ان تلخص حالة التشرذم التي عانتها تلك التيارات خلال القرن المنصرم . فمنذ زوال الخلافة الإسلامية حمل هم الدعوة مجموعة متنوعة من التيارات والفرق والأحزاب ذوي أصول ومرجعيات مختلفة وان كانت تتوافق في بعض الأسس . ولكن الاشكال ان تسليط الضوء على الخلافات دون غيرها قد جعل تاثير كثير منها محدودا سواءا في الساحة الدعوية او السياسية . لا اريد في هذه العجالة ان اسرد بعض الحوادث التاريخية التي تدل على هذا فهي اكثر من ان تورد .ولكن الأساس الذي لا بد ان يركز عيه هو الحل . للأسف فبعض التيارات لا ترى مانعا من التحاور مع اليبرالي والعلماني رغم ان الاختلاف معه ليس مجرد اختلاف على الفروع بل أصول العقيدة . فان تتعامل مع شخص لا يعتبر للقرآن والسنة وزنا ويجعل الأساس في الاحكام اقوال البشر سيكونن اشد من ان تجلس مع من يتفق معك على الأصول لتصل معهم الى كلمة سواء تحفظ للاسلام مكانته في زمن قل فيه النصير . ان التعاون بين الحركات الإسلامية على أساس من العقيدة الصحيحة امر لا بد ان يكون .. فلا يمكن ان يتم التعامل مع الاحداث السياسية والدعوية الان بمنطق احترام العلماني القائد ومعارضة الإسلامي المعارض . ولعل من رأى وشاهد تسليط الضوء على أخطاء بعض الجماعات مع التغافل عن طوام غيرها من الأحزاب التي لا تعترف بالاسلام مرجعا يلاحظ ذلك

ان ما نعانيه الان يتلخص في اننا لا بد وان ندرك فقه الخلاف وان التعصب لاراء فقهية معينة وجعلها أساسا في العداء دون تبيان لحجج الطرف الاخر سيقود بشكل رئيسي الى حالة من التشرذم ستستغل ضد تلك التيارات ولا بد ان ندرك ان السعي لكلمة سواء لا بد وان يكون هم اهل العلم وشغلهم الشاغل في خضم هذه الاحداث المهولة التي نعيشها والتي قد تتطور لا سمح الله مستقبلا …

محمد سعود البنوان