آراؤهم

“يا غافل!”

يا غافل!

رقابة وزارة الاعلام كانت على موعد الليالي الماضية مع انتفاضة الشارع من كتاب وأدباء وقراء وعملوا هاشتاق في تويتر #ممنوع_في_الكويت يعبرون فيه عن استياءهم الشديد تجاه سياسة الرقابة السيئة التي تخبطت في قراراتها وتعسفت في تعاملاتها وانتهجت نهج مخالف للقوانين حيث انها ميزت كتاب الصحف عن كتاب الكتب الأدبية والروايات والدراما رغم ان قانون النشر والمطبوعات والمرئي والمسموع يشمل جميع المجالات بينما نجد الرقابة صارمة على جهة وفِي المقابل الصحف لا تخضع لرقابة مسبقة لذلك حصلت بعض الكتابات من مسلسلات وكتب على أحكام قضائية لصالحها وتحررت من قيود الرقيب ولقنت المحاكم الإدارية الجهة الرقابية في وزارة الاعلام درساً في الأدب والثقافة.

عموماً .. الى متى المسؤول يعيش في غفلته؟ ولماذا يرى الحق باطلاً ويرى من ينتقده حقوداً مستقصداً شخصه أو ينتظر مصلحة؟! الانسان على اي حال غير معصوم عن الخطأ وجميعنا نغفل أحياناً، منا من يغفل عن بر والديه ومنا من يغفل عن صلة أرحامه وهناك أمثلة كثيرة لا تسعني المقال بذكرها ولكن دور الانسان العاقل أن ينير بصيرته ويتجرد من أنانيته وكبريائه ويتحقق من أفعاله قبل أن يطلق الاتهامات على الآخرين ويتصور بأنه ملاك ومثالي أكثر من اللازم ويكابر على أفعاله وتأخذه العزة بالاثم!

من وجهة نظري .. بأن من لا يتقبل آراء الناس ولا يستطيع تحقيق المعادلة المتوازنة لا يستحق المسؤولية التي كلّف بها وعليه أن يتيح المجال لغيره قبل أن يرحل وتصبح ذكراه سيئة أو عابرة وإن أراد الصواب عليه أن يعود .. يرى ويسمع ولا يضرب أقوال المختصين والجمهور في عرض الحائط .. حتى تسلم الساحة من الابتذال وتشرق عليها شمس الإبداع .. وتبقى ذكراه كمسؤول بعد رحيله ذكرى عطرة مطرزة بماء الذهب ويكسب حباً وقبولاً ومكانة في قلوب وأذهان الناس كما كان الشيخ المغفور له باْذن الله جابر العلي!

تراجعنا .. بالأدب بالمسرح والتلفزيون .. وانحدارهم واضح ولا يحتاج توضيح أكثر، فمتى تعود الكويت الى ريادتها؟
هل تعلم يا من بيدك القرار بأن الواقع مر والتعسف والتخبط لم يظل سر، أتريدون أن نرضخ ونقبل الخطأ ونسكت عنه حتى تكتمل المأساة وتتحجر العقول وتتلاشى القيم والأخلاق؟ ماذا تريدون من الناس أكثر من الاستياءات المتكررة والمتزايدة كل عام؟ ففي الوقت الراهن خرج الناس عن صمتهم وعبروا عن غضبهم من خلال #هاشتاقات ونظموا اعتصامات احتجاجاً على التلوث الفكري الذي أصبح مباح ، والابداع الفكري الذي لم يعد متاح بسبب قمعكم للحرية وبمزاجية وتهاونكم مع البعض دون مراعاة للناس وعدم تحملكم المسؤولية، وسبق ذلك #هاشتاقات كثيرة منها كان يحمل عنوان #المسلسلات_الكويتية_لا_تمثلني وللأسف “عمك أصمخ” وذوق الناس لم يعد فقط من أولوياتكم وإنما أصبح معدوم وأصبح الرقيب يحتاج الى رقيب!

على الهامش:
هناك اعتصام أقامته قائمة الوسط الديمقراطي ضد التعسف الاداري الواقع في رقابة وزارة الاعلام إيماناً منها بحرية النشر والطباعة واحتجاجاً على ممارسة الرقابة المخالف للدستور الذي ينص على حرية النشر والطباعة وفق المادة ٣٧ وأقيم الاعتصام أمام مبنى وزارة الاعلام يوم السبت الموافق ٢٠١٨/٩/١ الساعة ٥ مساءاً ، ولكن كنت أتمنى من الجهة المنظمة للاعتصام أن يكون اعتصامها أوسع ولا يقتصر فقط على النشر والمطبوعات وإنما يشمل المرئي والمسموع لأن الضرر مَس جميع المجالات.

سلمان عبدالله الحبيل
@s_alhubail