كتاب سبر

الذباب الإلكتروني.. وعبودية جديدة

في زمن استعباد البشر، كان العبيد يعدّون من متاع البيت تماما كقطع الأثاث، حتى أنهم يدخلون في التركة والميراث !.
فالعبد إنسان منزوع الحرية، يؤمر فينفذ، ويتحدث متى ما طلب منه سيده الحديث، وغير ذلك فهو مجرد آلة مكسوة باللحم… فلا يُسأل العبد عن رأيه وعَمَّا يفعل سيده، فهو مسلوب الرأي تماما، وظيفته فقط الخضوع والطاعة العمياء لسيده.

بعد هذا الزمن الغابر، عادت اليوم العبودية من جديد ولكن على هيئة “ذباب إلكتروني”… عصر الذباب الإلكتروني أو العبيد الجدد المنتشرون في تويتر وبقية وسائل التواصل الاجتماعي،، الذباب الإلكتروني هم بالأصل أشخاص يملكون الحرية ويملكون رأيهم وأمرهم ولكنهم فضلوا العبودية على الحرية طواعية منهم، والذباب الإلكتروني يعتمد في نهجه على “الشوفينية” و “المكارثية” في إقصاء الاخر، وهم يختلفون عن عبيد الزمن الغابر الذين سُلبت منهم الحرية قسرا وقهرا بعدما كانوا أحرارا، بينما الذباب الإلكتروني نراهم يهرولون شغفًا نحو العبودية، ويتلذذون بساديتها !.

فاليوم نرى عند كل دولة ومسؤول وحزب وجماعة وحتى الفنان، ذباب إلكتروني خاص به، وظيفته الطنين في منشن وحساب كل مغرد حاول أو يحاول انتقاد أرباب الذباب الإلكتروني ممن ذكرناهم بالأعلى.. والذباب الإلكتروني لا يختلف عن الذباب العادي ما عدا أن الذباب العادي عديم الذاكرة بينما الذباب الإلكتروني عديم المروءة!.. وللأسف هناك الكثير ممن انخدع -ولازال- بالذباب الإلكتروني ظنًا منه أن هؤلاء وطنيون حتى النخاع !.. فالمخدوع ومريض الفوبيا هما من يصدق أن ما يقوم به الذباب الإلكتروني عمل وطني بحت، ولا أدري كيف يفكر المخدوع ومريض الفوبيا، فإذا رأينا الذباب يتجمع على “الحلوى” فهل هذا يعني أن الذباب “حلو” ؟! وهل هذا يعيب “الحلوى” ؟؟، كذلك الذباب الإلكتروني فعندما يتجمع على جدار “الوطن” لا يعني أن الذباب الإلكتروني “وطني” وكذلك لا يعيب “الوطن” التصاق الذباب على جداره.

نقطة مهمة:

اليوم هناك من الذباب الإلكتروني من هو عميل لدول أخرى تسعى لدمار الدولة التي ينتمي لها الذباب الإلكتروني، وهناك الكثير من السذج الذين تضخمت عندهم الفوبيا تجدهم اليوم يتبعون هؤلاء الذباب نحو دمار بلدانهم وهم يظنون أنها دوافع وطنية !.

سلطان بن خميّس