آراؤهم

هل مازال الإسلام هو أصل الحكم ؟!

خاضت الحركات الإسلامية وكثير من علماء الأمة ورموزها معارك شرسة ضد التفسير المعاصر للحكم الإسلامي فمنذ سقوط الخلافة وقد بدأ التيار التغريبي وأدواته الحداثية في تفكيك ونقض الأصول الشرعية للحكم، ومن أبرز من كتب حول ذلك علي عبدالرازق ، وتكمن خطورة عبدالرازق كونه من علماء الأزهر وقتها فصبغ هذه المقولات المنحرفة بصبغة شرعية فكان تأثير كتابه أكبر من تأثيرات مثل طه حسين وأحمد أمين وغيرهم ، وقد رد عليه عدد كبير من العلماء مثل الخضري والمطيعي وغيرهم وقد جمع مركز الفكر المعاصر هذه الردود في مجلد واحد فيشكرون على ذلك .

لقد عادت تفسيرات على عبدالرازق إلى الساحة الفكرية الإسلامية ومن رموز يفترض أنها من الساحة الإسلامية ! وربما أن هذه الانهزامية من الضربات التي تعرضت لها الحركات الإسلامية ومشاريعها او تطبيقات خاطئة هنا أو هناك ، لا أعني في هذه الكلمات الجمود في كيفية تطبيق الشريعة وخطواتها ولكن في مفهوم الشريعة وحاكميتها ، لقد ذهب بعض المفكرين وقد أخذوا برأي د.عبدالوهاب المسيري بالعلمانية الجزئية وفسروها بحياد الدين على الحكم في الدولة وحقيقة أن الشيخ الفاضل ابراهيم السكران تتبع بشكل جيد في كتابه الماجريات ما كتبه المسيري ووصل إلى حقيقية أن المسيري قصد حياد المؤسسات في الدولة عن هيمنة رجال الدين وليس حياد الدين نفسه !

حقيقة يجب أن يوضح هؤلاء الرموز الإسلامية هل تغير ما كانوا عليه من آراء هي تجديد ام تصحيح أم نكسة! ، لأن المصارحة جيدة وستحل كثير من التساؤلات والمشكلات فلا يصح أن نكون كلنا في خندق واحد! فما هو المنطلق الذي نبني عليه أعمالنا وما هو منطلقهم ! فإذا قال قائل هناك مفاهيم مشتركة فلا يضر فأقول نحن أيضاً نشترك مع كثير من القوى التي تسمى بالليبرالية والوطنية وغير ذلك في مشترك ومقصد أخلاقي وقيمي نبيل !

والله المستعان؛

محمد عبدالله المطر