كتاب سبر

نقاش مع مقدِّس.. وبلا نهاية !

المقدِّسون للأشخاص كثر، ولكن يبدو أن العالم العربي هو المركز الرئيسي للتقديس في العالم كله، وتقديسه ليس مختصرا على حاكم أو طاغية عربي ما، بل أن بعضهم قد يشطح بعيدا عن عروبيته لتقديس حاكم وطاغية أجنبي فقط لأن الحزبية تجمعهم.

ففي عالمنا العربي ترى التقديس والتناقض معاً لا يفترقان.. على سبيل المثال، تراه يقدِّس صدام حسين، وجمال عبدالناصر، ومعمر القذافي بينما يشتم ويلعن أسامة بن لادن وسيد قطب بحجة أن ابن لادن وقطب ضررهما على المسلمين، فتقول له: الثلاثي المقدس لديك قتلوا من المسلمين حتى ارتووا من دمائهم… فيقول لك: بأن أفكار ابن لادن وسيد قطب تسببا في قتل من المسلمين أيضا،، تقول له: صحيح هناك منهم من قتل من المسلمين، لكن الجيوش النظامية وأجهزة الدولة التابعة للثلاثي تقتل أعداد كبيرة من المسلمين بالطائرات والمدفعية وبأوامر علنية من الثلاثي فهل تجمعهم سويا على الأقل في هذا ؟!… فيقول لك مبررا: أن الثلاثي يحمون البلد والشعب وذلك بالقضاء على الإرهابيين حتى يكونوا يدا واحدة ضد الأعداء وأما الضحايا ففي كل مكان وزمان يوجد ضحايا أبرياء!

تقول له: طيب، لماذا نراك الآن تصفق وبحدة لمن تقدسهم حاليا وهم يمدون يد العون للأعداء -أمريكا وروسيا وإيران والصين- لقتل المسلمين بحجة القضاء على الإرهاب، أليسوا هم أنفسهم الأعداء الذي كنت تبرر ظلم وجرم الثلاثي بحق شعوبهم بحجة التوحد في سبيل صد هؤلاء الأعداء المزعومين ؟! … ألا يسمى هذا بالتناقض ؟.. فيقول لك: هذه سياسة بلد وفي سياسة البلد كل شيء مباح في سبيل المصلحة العامة !.

نقطة مهمة:

لم أضع نهاية لهذا المقال لأنه لا يوجد نهاية لأي نقاش مع مقدِّس، فعندما تناقشه فكأنك تناقش ظلك !.. والمقدِّس العربي له عدة توجهات، يساري وليبرالي وإسلامي وأحيانا عربي ساذج ،، وجميعهم لا رأي لهم، فهم يعيشون في بحر من يقدسونه، فتراهم مع الموج تارة ومع الجزر تارة، وفي بحر متلاطم تارات كثيرة!.

سلطان بن خميّس