كتاب سبر

الكل يريد أن يصبح مسلّم!

مسلم البراك.. كان نائبا للأمة، وممثل أهل الكويت قاطبة، وحامل لواء المطالب الشعبية، والمدافع الشرس عن المال العام وكاشف الفساد ومؤرق ليل السراق .. وما أن يُمس اسم الكويت داخليا وخارجيا إلا ورأيت مسلم البراك المتصدي الأول للدفاع عنها والمخرس لألسنة من يتكلم فيها .. فمسلم البراك هو الضارب وبقوة على رقبة كائنا من كان يريد بالكويت وشعبها الأذى، وهو نفسه مسلم البراك المهتم بمطالب أبناء الشعب والملامس لهمومهم.. فهذا هو مسلم البراك الذي أحبه الكثير عندما وضعوا كامل ثقتهم فيه لملامستهم الصدق في طرحه والوضوح في المطالب التي يتقدم بها لأجلهم، فأصبح بالنسبة لهم رمزا وقدوة يقتدى به – ولا عيب على من اقتدى بالصالحين والمصلحين-.

اليوم الكل يريد أن يصبح مسلّم ولكن هناك من البعض ممن أرادوا الاقتداء بمسلّم البراك على طريقتهم الخاصة، تراهم يتقافزون على كتف مسلّم البراك تارة ويتعلقون في طرف ردائه تارة أخرى ! .. فهؤلاء السذج يحاولون تقليد مسلّم البراك من خلال الحديث بصوت عال اعتقادا منهم أنهم يشابهونه في الشجاعة، ولا يعلم هؤلاء بأن صوتهم العالي ما هو إلا جعجعة فارغة ومجرد كلمات تخرج من أفواههم دون ترتيب أو تهذيب للمفردات، وأن شجاعة الصوت العالي تكون مرتبطة بالمصداقية في الطرح.. وصدق الشاعر في هؤلاء حين قال:
جهلت ولم لا تدري بأنك جاهل
فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري..!

سلطان بن خميّس