كتاب سبر

ماذا بعد الطبطبائي الحربش.. هل نتفرج ؟!

كما قلنا في المقال السابق بأن الطبطبائي والحربش دخلا هذا المعترك من جديد بعد مقاطعة ناجحة، في محاولة منهما للإصلاح بمشاركة بعض النواب، أو على الأقل التصدي للقرارات المفسدة وعرقلتها في حال صعب الإصلاح، وكان لنا في مجلس 2009 خير شاهد. كيف أن 12 نائبا معارضاً صبروا دون كلل أو ملل في المواجهة ، ومع أن استجواباتهم كانت تفشل دائما وذلك لامتلاك الحكومة آنذاك لأغلبية نيابية تستعين بها في مواجهة كل استجواب، إلا أنها -أي الحكومة- كانت تحاول “ترقيع” أخطائها بعد كل استجواب يفشل، خشية تكرار الاستجوابات حتى وإن كان في جعبتها العدد الكافي من النواب لإفشاله.

وهنا نقول للمقاطع. هل سمعت بقاعدة (ما لا يُدرَكُ كُلُّه ، لا يُترَكُ جُلُّه) ؟… فهي قاعدة مهمة قوامها الصبر والعزيمة، طبقتها معارضة في مجلس 2009 تتكون من 12 نائبا شهد لهم الجميع بتغيير أوضاع لم تكن تخطر على بال أحد.. فهلّا انشغلت أيها المقاطع عن تخذيل النواب الذين يحاولون الحد من القرارات الحكومية التعسفية التي نالت من المواطن والتي تحمل في طياتها الكثير من التعسف في المستقبل والتي تمر من خلال المجلس الحالي، بدلا من الانشغال في ترقب زلاتهم والبحث عن فشل هنا وهناك ، فالخبثاء في الإعلام الفاسد والصحف الصفراء سيكفونك العناء في هذا وسيقومون بهذا العمل على “أقذر” وجه ، فلن يتركوا نواب المعارضة يتقدمون خطوة في مواجهة التعسف حتى يثيروا حول هذه الخطوة الكثير من الشكوك من خلال إعلامهم المرئي والمقروء !… لذلك، إما أن تعينهم على الصبر في المواجهة دون استهزاء بهم وبقرار مشاركتهم، أو دعهم يحاولون وسيقوم الإعلام الفاسد باللازم في إيذائهم !… فكّر قبل أن تخذّل نائبا يسعى في الإصلاح، فلا تكن أنت والإعلام الفاسد عليه.

سلطان بن خميّس