عربي وعالمي

الامارات تحتفي بزيارة البابا فرنسيس بفعاليات تدعو لتفعيل قيم التسامح بين الاديان

 احتفت دولة الامارات بزيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس لابوظبي من خلال اقامة العديد من الفعاليات التي تدعو الى تفعيل قيم التسامح والتعايش والسلام بين الاديان السماوية والطوائف بشكل خاص والاعراق والمذاهب والحضارات البشرية بشكل عام.

وتأتي هذه الزيارة التاريخية التي بدأت يوم امس الاول الاحد وتعد الاولى من نوعها في الجزيرة العربية بناء على دعوة ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وترسيخا لدور الدولة في تعزيز التسامح والتعايش بين جميع البشر على اختلاف اعراقهم واجناسهم ودياناتهم ودعم مبادئ السلام العالمي.
وتضمنت فعاليات الزيارة عقد اجتماع بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر الشريف الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب في جامع الشيخ زايد الكبير حيث اديا الصلاة هناك لرب واحد في سابقة بروتوكولية تعكس متانة العلاقة التي تجمع قادة اكبر مؤسستين دينيتين في العالم.
كما اشتملت الزيارة على توقيع الشيخ محمد بن زايد على حجر الاساس لتدشين كنيسة القديس فرنسيس ومسجد الامام الاكبر احمد الطيب في العاصمة الاماراتية ابوظبي.
وضمن ابرز فعاليات الزيارة وقع البابا فرنسيس والشيخ الطيب على (وثيقة الاخوة الانسانية .. من اجل السلام العالمي والعيش المشترك) والتي تهدف الى تعزيز العلاقات الانسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب الى جانب نبذ العنف ومكافحة التطرف.
واستهل البابا كلمته بعد توقيع الاتفاقية بتحية الاسلام “السلام عليكم” ليعرج بها قائلا ان “شعار هذه الزيارة يتألف من حمامة تحمل غصن زيتون وان السلام كي يحلق يحتاج الى جناحين يرفعانه.. يحتاج الى جناحي التربية والعدالة”.
وبدوره اكد شيخ الازهر في كلمة مماثلة اهمية وثيقة الاخوة والانسانية وما تتضمنه “من دعوة لنشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية البشرية جمعاء بديلا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف والدماء”.
وقال ان الوثيقة “تطالب قادة العالم وصناع السياسات ومن بأيديهم مصائر الشعوب وموازين القوى العسكرية بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدماء وازهاق الارواح البريئة ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن اوشكت ان تعود بنا لتراجع حضاري بائس وحرب عالمية ثالثة”.
ودعا الى اللجوء الى الطرق القانونية لحفظ الحقوق وحماية الحريات في حال تم فرض امور مخالفة للشريعة مطالبا شباب العالم في الشرق والغرب بالتسلح بالاخلاق والعلم والعمل بمبادئ الوثيقة وجعلها دستور حياتهم لضمان “مستقبل خال من الصراعات والآلام”.
واكد شيخ الازهر التزامه بالعمل مع البابا فرنسيس وكل الرموز الدينية من اجل حماية المجتمعات واستقرارها.
وعلى هامش توقيع الاتفاقية اعلن نائب رئيس دولة الامارات ورئيس مجلس الوزراء (حاكم دبي) الشيخ محمد بن راشد في كلمة له عن اطلاق الامارات (جائزة الأخوة الانسانية – من دار زايد) التي ستكرم في كل دورة منها شخصيات ومؤسسات عالمية بذلت جهودا صادقة في تقريب الناس من بعضها البعض.
وكشف الشيخ محمد بن راشد ان الجائزة الاولى لهذه الدورة تم منحها لكل من البابا فرنسيس والشيخ احمد الطيب لجهودهما في دعم السلام والتسامح والتعايش واحترام الرأي الاخر.
ومن المقرر ان تختتم فعاليات الزيارة اليوم الثلاثاء باقامة (القداس التاريخي) الذي يحييه البابا فرنسيس على استاد مدينة زايد الرياضية في ابوظبي وبمشاركة نحو 135 ألف شخص وذلك بحسب اعلان اللجنة المنظمة.
ويمثل (القداس البابوي) اكبر تجمع في دولة الامارات التي تقيم على ارضها اكثر من 200 جنسية حيث تحتضن المنصات الرئيسية لمدينة زايد الرياضية اكثر من 60 ألف شخص والمناطق المجاورة اكثر من 85 ألف شخص اضافة الى وجود خطط مساندة لاستيعاب كل الحضور في حال زيادة العدد.
وسبق هذه الزيارة التاريخية اقامة (المؤتمر العالمي للاخوة الانسانية) بمشاركة نحو 700 من قادة وممثلي الاديان والعقائد والمفكرين والاعلاميين للتباحث حول سبل التآخي والترابط بين البشر دون تمييز او تطرف او امتهان لكرامتهم وآلية تطبيق المواطنة الشاملة.