عربي وعالمي

الأسرة السورية المنكوبة في كندا… حلم احترق في هليفاكس

عندما وصلت أسرة إبراهيم برهو، المكوّنة من والدين وسبعة أطفال، إلى كندا، بعد مغادرتها مدينة الرقة السورية بسبب ظروف الحرب، في سبتمبر (أيلول) 2017، كان حلماً يتحقق لجميع أفرادها. لكن هذا الحلم احترق في مقاطعة هليفاكس الكندية، بعد وفاة الأطفال السبعة جراء احتراق البيت الذي كانوا يعيشون فيه، ودخول والدهم في غيبوبة.

يقول محمود المسالمة، وهو سوري مقيم في كندا وصديق برهو، إن الأخير في حالة خطرة، وإن الطبيب قال إن احتمال نجاته يقدّر بحوالي 20 في المئة، وسيخضع لعملية جراحية. إذ إن “برهو بعدما خرج وزوجته من البيت، إثر اندلاع الحريق، عاد لينقذ أطفاله، لكنه لم يتمكن من ذلك، بعدما التهمت البيت النيران”.

ويشير المسالمة إلى أنه نشر بوستاً على “فيسبوك” من أجل التعاطف والدعاء للأسرة، والوصول إلى أفراد عائلة برهو في الدول الأخرى، لكي يقفوا إلى جانبها ويساندونها في محنتها. “وفعلاً وصلت إلى شقيقه في لبنان، حيث تعيش عائلة زوجته كوثر أيضاً. أما شقيقه الآخر فيعيش في إيطاليا، وله أقارب وأولاد عم يعيشون في مدينتي هاملتون ولندن أونتاريو الكنديتين”.

يضيف المسالمة أن “قريبه، الذي يعيش في أونتاريو، سيصل في 20 فبراير (شباط) إلى مطار هليفاكس، وسأقوم باستقباله”. ويقول المسالمة “نحن نقدم طلباً إنسانياً إلى الجهات المهتمة في كندا لمساعدتنا، ليتمكن أفراد من العائلة من المجيء لمؤازرة أسرة برهو في محنتها هذه”.

خلل في نظام التدفئة؟

أما صديق برهو، محمود عبد الفتاح، وهو مصري مقيم في كندا، فيفيدنا بأن الأخير “تواصل معي قبل خمسة أيام، لأنه يريد بيع أثاث البيت، ليرجع إلى الحي الذي كان يسكنه قبل انتقاله إلى بيته هذا”. ويشير إلى أن زوجته كوثر قالت لسيدة كانت تزورها في المستشفى إن سبب الحريق هو خلل في نظام التدفئة، وإنهم أبلغوا مالك البيت، الذي أحضر شركة لتصليحه، لكن يبدو أنه لم يُصلح. لكن تحقيقات شرطة هليفاكس مستمرة، ولم يتم الإعلان بعدُ عن سبب الحريق.

M صورة لأفراد أسرة برهو تُتداول على السوشيال ميديا

يضيف عبد الفتاح، أن وفاة الأطفال السبعة تأكدت بعد وصول الأسرة إلى المستشفى، وأن 80 في المئة من جسد والدهم محترق، وهو في غيبوبة. ويشير إلى أن والدتهم كوثر تمرّ بظروف محزنة جداً، وتتمنى أن يصل أحد أفراد أسرتها (أمها أو شقيقها) من لبنان، لكي يُساندها في محنتها.

دعم المجتمع الكندي

أطلق الدكتور سعد محمد، وهو متطوع في المجتمع العربي والمسلم في كندا، موقعاً لجمع التبرعات لتأمين الدعم المادي للأسرة. ويقول “وضعنا سقفاً بـ 200 ألف دولار كندي (حوالي 151 ألف دولار أميركي)، لكن إذا تمكنا من جمع مبلغ أكبر فسيكون أفضل، من أجل تأمين بيت آخر، والقدرة على العيش وتوفير المستلزمات الضرورية”.

وبعد 12 ساعة على إطلاق الحملة فحسب، وصلت التبرعات إلى حوالي 185 ألف دولار كندي (حوالي 140 ألف دولار أميركي) على موقع Gofundme.

يشير محمد إلى أن المجتمع العربي والمسلم في كندا أنجز التحضيرات اللازمة لدفن الأطفال، وتكفل بالمصاريف، “لكننا ننتظر انتهاء إجراءات المستشفى لإصدار موافقات الدفن”.