آراؤهم

“شهداء على مر التاريخ”

تعيش اليوم الكويت فرحة الأعياد الوطنية؛ عيدي الأستقلال و التحرير، أجواء جميلة ظاهراً و حزينة نوعاً ما في باطنها، فالكويت اليوم لم تعد الكويت المعروفة بالانفتاح والثقافة والتسامح بل هي مختلفة جداً عن ما كُتب في التاريخ عنها، فبعدما كانت تحتضن كل فرد لجاء إليها هارباً من الظلم و القمع في بلده أصبح لدينا اليوم من ذهب بعيداً عن بيته..عائلته..ووطنه، بسبب الأجواء غير الصحية التي سيطرت علينا حتى أصبح لدينا مواطنون في المنفى بسبب مواقف سياسية .

اليوم وفي هذه المناسبة علينا نحن كمواطنين التفكير جدياً هل هذه الكويت التي نحب أن نراها؟ هل هذه هي الكويت التي ضحى شهداءها الأبرار عبر التاريخ بأرواحهم لها لتدوم؟ هل هذه هي الكويت التي دافع عنها من ناضل و استشهد في سبيل ديمقراطيتها و كرامة شعبها؟

التفكير و جلد الذات و مراقبة سلوكياتنا مهم جداً، فتراجع الكويت اليوم في جميع المستويات أمر لا يفرح سوى أعدائها، هل نحن جديرين بالثقة لننقذ مايمكن انقاذه ونعيد الكويت لموقعها الطبيعي المعروف منذ نشأتها ؟
لازال في الوقت متسع لنتعامل نحن كمواطنون بمسؤولية اتجاه الوطن و خدمته بضمير في أي موقع وعدم التعامل معه كوطن مؤقت، ولازال الحلم ممكن في ديمقراطية متكاملة بمدنية حقيقية بأجواء من التسامح و الحرية.

اليوم يجب على أعضاء المؤسسة التشريعية أن يصحو من غفلتهم وأن يحترموا موقعهم وأن يعملوا كما نص الدستور ملبين طموح و آمال الشعب الكويتي، فالشعب الذي أنتخبهم يأمل منهم التغيير ، تغيير الكثير من القوانين التي تتعارض مع الدستور والتي لا تتواكب مع متغيرات هذا العصر، مع تغيير القوانين المقيدة للحريات والتي تقف بشكل صارم في عملية تطورنا و تقدمنا الى الأمام، مع تغيير الوضع الحالي البائس!

ولا أستثني من حديثي هذا المؤسسة التنفيذية والتي تعتبر أحد أسباب تراجعنا بسبب فشلها في الكثير من المشاريع الكبرى، وتفشي الفساد في مؤسساتها بالعلن و بشكل قبيح دون حياء حتى، فهي مقصره اليوم عبر عدم تطبيقها للقانون على الكبير و الصغير على حد سواء، هناك من يضرب المؤسسات الرسمية لصالح مؤسسات خاصة و المؤسسة التنفيذية لاترى ولا تسمع ولا حتى تتكلم مع الأسف، هي مسؤولة امام الشعب وعليها احترام قسمها الدستوري وإلا لترحل و تفسح المجال للمخلصين من ابناء الشعب لأداره شؤون وطنهم، الشعب الذي أدار شؤون وطنه في فترة الاحتلال وعبر أقل الإمكانيات وفي أحلك الظروف الصعبة يستطيع اليوم ان يدير وطنه في فترة الرخاء وفي ظل وجود المؤسسات و الإمكانيات .

أخيراً …
المجد لمن ضحى .. المجد لـ شهداء الكويت على مر التاريخ.