فن وثقافة

ديزني تستعرض المزيد من عضلات البث في مواجهة نيتفلكس عبر هولو

لن تنتهي معركة “ديزني” مع “نيتفلكس” في سوق تقديم خدمة بث الترفيه عبر الإنترنت عند حدود منافسة هذه الأخيرة عبر خدمتها الجديدة “ديزني+” التي صممت على نحو ينافس عملاق البث الأمريكي في مكان انتشاره في العالم، إذ لم تزل “ديزني” تمتلك المزيد من عوامل القوة في مساحة البث عبر الإنترنت، لتضعها في مواجهة “نيتفلكس”، وآخرها استعدادها مطلع العام المقبل لرفع حصتها في خدمة هولو “Hulu” إلى 60%.

وتمكن خدمة هولو مشتركيها في الولايات المتحدة واليابان فقط من مشاهدة مسلسلات بدقة عالية “HD” من قنوات مثل ABC، CW، Fox وNBC في اليوم التالي بعد عرضها على القناة الأصلية، ورغم تقلص قوتها في الولايات المتحدة مقارنة بخدمة “نيتفلكس”، أعلنت الشركة في مايو/آيار الماضي، تجاوز عدد مشتركيها 20 مليون مشترك، لتحل ثانياً في السوق الأمريكي بعد نيتفلكس التي تحوز على نحو 36 مليون اشتراك في السوق ذاته.
ومع قرب استحواذ ديزني على حصة الأغلبية في “هولو” تضع في اعتبارها أن يشكل تطوير محتوى الأخيرة وإطلاقها عالمياً، تكاملاً في خططها للسيطرة على سوق بث الترفيه عبر الإنترنت. وخلال الشهر الماضي، يبدو أن الاستديو الهوليوودي العريق يتطلع لتوسيع طموحه في سوق بث الترفيه، عبر خدمة “هولو” أيضاً، إذ دخل مؤخراً مفاوضات للاستحواذ على حصص شركائه في “هولو”، حيث تمتلك Comcast 30٪ من الشركة، وتستحوذ شركة AT & T على حصة تبلغ 10٪.

وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أفادت تقارير إعلامية بأن “ديزني” وشريكتها “فوكس” توافقتا على بيع حصتهما من Sky إلى Comcast، ويبدو أن هذه الأخيرة باتت بالمقابل مستعدة لبيع حصتها من “هولو” لصاحب الكبرى فيها، فيما أبدت AT & T استعداداً لبيع ديزني أيضاً حصتها البالغة 10٪ من هولو.

وسواء تمت هذه الصفقات وحازت ديزني على ملكية “هولو” بنسبة 100% أو اكتفت باستحواذها على حصة الأغلبية فيها، فإن ديزني ستمضي في تنفيذ خططها المرتقبة لـ”هولو”، والتي لم تعد تخفى ملامحها الرئيسية على أحد، ففي أثناء الإعلان عن أرباح المستثمرين الأخيرة من “ديزني”، أشار مديرها التنفيذي “بوب إيجر” إلى خطط لتوسيع حضور “هولو” لتكون متاحة كخدمة بث في الأسواق الدولية، ابتداء من كندا، مع بناء محتوى جديد لها لزيادة عدد مشتركيها بشكل كبير.

ورغم أن إيجر لم يتحدث عن إنتاج محتوى أصلي لـ”هولو” والاستثمار بشكل أكبر في المحتوى، فإنه ترك الباب مفتوحاً لحين إتمام “ديزني” صفقاتها الخاصة بشركائها في “هولو”، ولكن في الغالب هذا ما سيتم فعلياً، إذ على ما يبدو أن تصميم مستقبل “هولو” يقوم هو الآخر على منافسة “نيتفلكس” كما هو الحال في “ديزني+” ، أي أن “هولو”، آجلاً أم عاجلاً، ستتتبع خطى “نيتفلكس” في إنتاج المحتوى الخاص بها، ومنافستها في هذا المجال، ولكن لماذا تعول “ديزني” على “هولو” في منافستها مع “نيتفلكس” رغم كل ما تمتلكه من عناصر قوة في خدمتها الجديدة “ديزني+”؟!

وتشهد أرقام النمو السنوي لـ”هولو” بكفاءة عملها، وتؤكد قوة علامتها التجارية، ففي ملعب التنافس الرئيسي بينها وبين “نيتفلكس” كان لافتاً الحديث عن تباطؤ في النمو المحلي لهذه الأخيرة في الربع الأخير من العام رغم أنها تشهد نمواً هائلاً في الأسواق الدولية، وتشير بيانات صدرت في مايو 2018 أن “هولو” نمت بشكل كلي بأكثر من 60٪، وأن 78٪ من مشاهدتها تجرى في غرفة المعيشة على أجهزة التلفزيون المتصلة، وذلك يعني أن محتوى “هولو” الحالي قد يملك القدرة على استقطاب اهتمام مشاهدين آخرين خارج الولايات المتحدة كما في داخلها، خصوصاً أولئك الذين لا تمكنهم التراخيص الدولية من مشاهدة برامجهم المفضلة مثل The Handmaid’s Tale وMarvel’s Runaways، وسواها من محتوى لطالما أشاد به النقاد والجمهور.

 وبتوسيع محتوى ما يعرضه “هولو” والذي رصدت له “ديزني”، بحسب مديرها التنفيذي، ما يصل إلى 100 مليون دولار في الربع المالي الأول من العام المقبل، سيكون بوسع هذه الخدمة استقطاب المزيد من المشتركين، ورفع درجة ولاء مشتركيها الحاليين.

وإذا ما أضفنا إلى هذا التكامل في خدمة البث بين “هولو” و”ديزني+” امتلاك الشركة الأم خدمة ESPN + الخاصة بالبث المباشر للألعاب الرياضية عبر الإنترنت فقط وبث العروض والبرامج الوثائقية حسب الطلب، فيمكن القول إن “نيتفلكس” ستواجه حصاراً من “ديزني” في جميع أشكال الترفيه الذي تقدمه، بل وستتفوق عليها هذه الأخيرة في عرضها لأشكال إضافية من الترفيه، وهو الأمر الذي تدركه “ديزني” وتعلن عنه بأسلوب “تفتيل العضلات” الإنتاجية. ولا ندري ربما تطالعنا هذه الأخيرة في واحد من فصول منافستها لــ”نيتفلكس “باشتراك زهيد واحد لكل من خدماتها “هولو” و”ديزني+” و”ESPN+”، ووقتها ستحتاج “نيتفلكس” بالتأكيد إلى أكثر من محتوى خاص كثيف لتحافظ على مشتركيها فقط لا لجذب مشتركين آخرين.