رياضة

فهد السديراوي.. أول من نقل لعبة كرة القدم إلى الكويت

مارس أبناء الكويت منذ القدم العديد من الأنشطة الرياضية مثل سباق الخيول والسباحة والجري علاوة على الألعاب الشعبية التي كانت منتشرة حينذاك مثل (المقصي) و (الهول) و (عظيم ساري) والتي استمرت حتى ظهور النهضة التعليمية.

لكن مع تزايد المدارس النظامية في الكويت بدأت بواكير الحركة الرياضية الحديثة خصوصا كرة القدم بالانتشار بشكل جلي إضافة إلى تأثير البعثات التعليمية العربية التي نقلت معها هذه النشاطات فحلت محل الرياضات الشعبية القديمة.
ووفقا لما جاء في كتاب (رسالة الكويت) المجلد الثالث الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية فإنه قبل عام 1932م لم تكن كرة القدم تلعب وفق الأصول والقواعد المعروفة بل كانت تمارس دون الإلمام بنظمها وقوانينها وكانوا يستخدمون كرات بدائية الصنع من القش أو الملابس القديمة.
وذكر الكتاب أن المرحوم فهد سالم السديراوي يعد صاحب الفضل في نقل أصول هذه اللعبة إلى الكويت حين زار الهند عند شقيقه الأكبر محمد الذي كان من كبار تجار الكويت وشاهد هناك الهند والإنجليز يلعبون كرة القدم ومظاهر الحماس والتشجيع بادية عليهم فحرص على نقل هذه الصورة إلى رفاقه وأصدقائه.
وعند عودة السديراوي الى الكويت شرع في تكوين أول فريق منظم يمارس لعبة كرة القدم وفق قوانين هذه اللعبة وقواعدها الأساسية وشهدت الكويت حينذاك اول منافسة على الكرة في عام 1932م.
وأوضح الكتاب أنه في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين بدأت الطفرة التعليمية والاقتصادية التي صاحبت بداية عصر النفط في الكويت تأثيرها على الحركة الرياضية في البلاد من خلال التنظيم النقابي الذي أثمر مجموعة من الأندية الرياضية التي مثلت بواكير العمل المنظم للحركة الرياضية في الكويت.
وأشار الكتاب إلى أن “النادي الأهلي الرياضي” يعد من أوائل الأندية الرياضية إذ أسس عام 1949 في منطقة قبلة وكان مقره في ديوانية الحمد لأن النادي من فكرة مجرن الحمد في حين كان الرئيس الفخري للنادي هو الشيخ عبدالله المبارك الصباح.
وأسس في السنة نفسها “نادي الخليج العربي” في منطقة دسمان وكان الرئيس الفخري له الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح كما أسس في السنة ذاتها ” نادي التعاون الرياضي” في منطقة شرق (قرب المستشفى الاميري).
وتلا ذلك تأسيس أندية أخرى مثل النادي الشرقي عام 1954 في منطقة شرق و نادي العروبة عام 1951 في منطقة قبلة ونادي المرقاب عام 1954 في منطقة المرقاب ونادي الجزيرة عام 1953 في منطقة قبلة.
وذكر الكتاب أن أول دوري عام رياضي لفرق كرة القدم شهدته الساحة الرياضية الكويتية كان في ديسمبر عام 1951 بمشاركة كل من فرق التعاون والأهلي والمباركية والمعارف والشرقي والجزيرة وانتهى بفوز فريق المعارف بكأس الدوري منتصف فبراير من عام 1952.
وبعد تأسس الأندية الرياضية استلزمت الحاجة ضرورة وجود اتحاد ينظم نشاطات هذه الأندية ويمثلها داخل الكويت وخارجها فتمت بمبادرة من عيسى الحمد المشرف الرياضي لمعارف الكويت بحث فكرة تأسيس الاتحاد عام 1952.
وفي ذلك العام اتفق الحمد مع عدد من المهتمين والمعنيين بالرياضة بصورة عامة على تسمية الاتحاد “بالاتحاد الرياضي الكويتي” وان يبدأ بالاهتمام بكرة القدم أولا ثم باقي أنواع الرياضات الأخرى مثل الكرة الطائرة وكرة السلة.
وتم بعدها سن قانون عام للاتحاد ووضع قانون لاتحاد كرة القدم وتنظيم بطولة عامة لكرة القدم في الكويت من خلال موسم رياضي محدد وتنظيم دورة على كأس أمير البلاد ودعوة الفرق و الأندية المحلية للانضمام الى الاتحاد.
وأوضح الكتاب ان دائرة المعارف تكفلت بمساعدة الاتحاد ماديا وادبيا وقررت دعمه بإعانة سنوية ثم تولى رعاية الاتحاد دائرة الشؤون الاجتماعية وانضم إليه العديد من الفرق والأندية الرياضية كما كان له مجلس إدارة يتألف من ممثلين عن الأندية المشاركة في الاتحاد.
وكان أول مجلس إدارة للاتحاد يتكون من المؤسسين الذين تم تكليفهم دون عملية انتخاب في حين تم في عام 1953 إجراء أول انتخابات للاتحاد حيث ترأس يعقوب يوسف الحمد مجلس الإدارة وفي عام 1957 تم اطلاق “الاتحاد الكويتي لكرة القدم” وأشهر رسميا عام 1969.