آراؤهم

“المرجلة في الطلاق”

قال تعالى ( أمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف )

كلما تعمقت وتدبرت في هذه الآية أجد المعنى الحقيقي لكمال الدين الحنيف وشريعة الله في خلقه ورحمته الواسعة.

في كل يوم تزودنا الصحف والمواقع بارتفاع أعداد الطلاق وأخبار القضايا في المحاكم ويتسابق المتسابقون بمواقع التواصل الاجتماعي في نشر القضايا الأسرية التي تتصاعد بها الخلافات وتصل الى المشاجرات وجرائم الاعتداء على النفس أو حتى القتل.

ونجد على الضفة الأخرى أن وزارات العدل والشؤون الإسلامية في جميع الدول الإسلامية ليس لها هم سوى العويل والندب ونشر الإحصائيات وعقد المؤتمرات وحجز قاعات الفنادق التي تصل تكاليفها الى مئات الألوف لعمل الدراسات والبحوث في كيفية حصر المشكلة وتقليل نسب الطلاق بين المتزوجين أو الوصول الى حلول مرضية في حالات الطلاق.

ولو أنهم تمعنوا قليلا فقط في معنى الآية الكريمة وعملوا جاهدين في غرس ما تحتويه من معاني ربانية في عقولنا منذ الصغر وقاموا بتربيتنا التربية الناضجة في تدبر معانيها مثلما نحرص ونفعل في غرس المفاهيم الأخرى ، لأغنتنا عن جميع تلك المؤتمرات وحفلات العشاء التي تقام على شرف الحضور ، وأبعدتنا عن القضايا والمحاكم وقللت من نسب الخلافات والمشاجرات التي تحدث بين الأزواج.

وأنا أتدبر في معاني تلك الآية تراودني كثير من الأسئلة والأفكار التي جعلتني أصل إلى قناعه ثابتة بأن العلم والشهادة أبدا لا تصنع الرجال ولا تكبر عقول النساء والدليل أن الآباء على الرغم من جهلهم علميا إلا أنهم مثقفون حياتيا واجتماعيا واستطاعوا رص صفوف الأسرة الواحدة والتي يبلغها تعدادها إلى العشرات على عكس ما نراه اليوم زادت الشهادات وزاد عدد الباحثين والخبراء ومعهم زادت المشاكل التي لا نعرف لها حلا على الرغم من ان الحلول بسيطة وأمام أنظارنا ،،،
أيعقل أن وزارات الأوقاف بمشايخها ووعاظها والجهات النفسية وباحثيها
لا يعلمون ولا يعرفون كيفية غرس توجيه رباني بسيط ينهي كثير من مشاكلنا الاجتماعية بل وحتى الأمنية التي تأتي بعد انفصال الأسرة وتفككها.

آية كريمة كلماتها لا تتعدى الخمس كلمات رسمت للأمة خارطة طريق في كيفية تعايش الزوج والزوجة!

أيعقل أننا لا نعرف كيف نغرسها في أذهان المجتمع!
كلمات بسيطة بمعاني كبيره كفيله بأن تخلق جيل من الرجال يقدر معنى الإمساك بالمعروف وكيفية الإحسان بعد الوصول إلى نهاية العشرة..
خارطة طريقة تخلق جيل يعرف معنى المسؤولية في التعامل مع الزوجة بالمعروف والإحسان بعد الانفصال.

صالح الرحمي