مع دخول بطاقة (عافية 2) الخدمة الفعلية اليوم الثلاثاء لا بد من مرافقة تطبيق هذا المشروع التأميني الصحي برامج توعية مناسبة للابتعاد به عن سوء الاستغلال.

وتوفر حكومة الكويت كل الخدمات الصحية للمواطنين مجانا وأضافت إليها قبل نحو عامين عندما أقرت قانون التأمين الصحي للمتقاعدين رقم 114 لسنة 2014 المعروف باسم (عافية) الخدمات الصحية في القطاع الخاص لفئة المتقاعدين بحيث يمكنهم العلاج في المستشفيات الخاصة أو المراكز الطبية الأهلية أو العيادات الخاصة دون أن يتحملوا أي تكاليف مادية.
وتقف أمام هذا المشروع التأميني الصحي تحديات عدة لعل أكثر ما يعبر عنها التباين في وجهات نظر المستفيدين من بطاقة (عافية) وتراوحها بين الإيجابي والسلبي مما يستوجب خطوات ناجعة من شأنها جسر الهوة بينهم بشكل عملي ومدروس وتطبيقها بالشكل الأمثل وصولا إلى النتائج المرجوة من هذا المشروع الحيوي والمهم.
وفي هذا الشأن قال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة الخليج للتأمين (القائمة على المشروع) علي الهندال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الاستخدام الأمثل لبطاقة (عافية) وضمان الاستفادة القصوى والمعقولة للمؤمن عليه من البطاقة يرتبطان بالوعي الكامل بالتغطيات التأمينية للوثيقة واستثناءاتها.
وأكد الهندال ضرورة أن يكون المستفيد قارئا وفاهما ل (عافية) وفي حال وجود أي استفسار أو شيء مبهم عليه العودة إلى شركة التأمين للاستفسار والتبيان مبينا أن هذه الطريقة هي المثلى التي تجنب المستفيد عناء الذهاب والانتظار وتلافي الخدمة غير المطلوبة لأنها تكون مستثناة من القطاع الحكومي.
وأوضح أن قراءات الغطاء التأميني واستثناءات الوثيقة تجعل المؤمن عليه يدرك ويعي كل ما هو مغطى في القطاع الخاص وغير المغطى فيه أيضا.
وذكر أنه بهذه الطريقة يعرف المستفيد متى يلجأ إلى القطاع الحكومي إذا استدعت الحاجة علما بأنه لا يتم رفض أي حالة مغطاة “لكن من الممكن أن يعتبر مقدم الخدمة الموجود أنها غير مغطاة فيرفضها”.
وأفاد بأن الأمر الثاني يتعلق بضرورة التواصل مع الجهات المعنية في حال وجود أي مشكلة أو نقطة غير واضحة له عبر الاتصال بخدمة عملاء شركة التأمين أو مراجعة وزارة الصحة في حال وجود أي شكوى مقدمة حتى ان لمقدم الخدمة نفسه أقسام تأمين يستطيع مراجعتها ويتأكد من أي شيء يريده.
ونصح باستخدام بطاقة (عافية) في حال وجود حالة مرضية أو ضرورة طبية فقط لتفادي الهدر لأنه كلما زادت المطالبات في وثيقة (عافية) يؤدي ذلك إلى زيادة سعر التأمين في المستقبل على وزارة الصحة مشددا على ضرورة ترشيد الاستهلاك والابتعاد عن الهدر.
ولفت الهندال إلى أن الناس يعتقدون بأن التأمين “شيء مشابه لصندوق ويتم الغرف منه بينما وثيقة عافية حالها حال أي عقد آخر إضافة إلى أنها مال عام” مؤكدا ضرورة معرفة المؤمن عليه بأن الإجراءات من مقدمي الخدمة تتناسب مع حالته الصحية.
وضرب مثلا على ذلك بأن هناك حالات بحاجة لعملية جراحية فيكتب له على إجراءات مثل جلسات للعلاج الطبيعي لا تكون لها أي فائدة طبية عليه ولا تعدو كونها مجرد استهلاك للحدود المالية.
وأكد أن مثل هذه الأمور الضرورية يجب أن يلم بها المستفيدون من المواطنين المتقاعدين سواء عولج بها بواسطة التأمين أو من غير التأمين ومراجعة فواتير مقدم الخدمة بعد تلقي العلاج لمطابقتها مع ما قدم له من خدمات صحية.
وعن الثقافة التوعوية بين أنه “في السابق كان هناك اعتقاد بعدم مصداقية البنوك وكان هناك من يرى أن المال في حال وضع فيها فإنه سيفقده ويخسره وستتم سرقته لكن مع الوقت ومع تجربة الناس أدركوا أهمية القطاع المصرفي وبدأ الناس يثقون به إلى جانب القطاع التأميني”.
وأوضح أن التأمين يعد قطاعا حديثا نسبيا وتأسس في ستينيات القرن الماضي لكن انتشاره كان محدودا ومحصورا بوثائق التأمين الإجباري أو التأمين ضد الغير في السنوات الاخيرة ثم انتشر التأمين الشامل للسيارات والتأمين الصحي في كثير من القطاعات الحكومية وغير الحكومية.
وأضاف الهندال “نلاحظ في الفترة الأخيرة وعيا مطردا ومع الوقت فإن المستفيدين من بطاقة (عافية) سيكونون أكثر استيعابا وتقبلا لفكرة التأمين الصحي.
واقترح وضع تخصص في جامعة الكويت والجامعات الخاصة يتناول القطاع التأميني لما له من فائدة كبيرة تعود على الجميع موضحا أن هذا القطاع يحتاج إلى كفاءات كويتية تساهم تدريجيا في التوعية به من كل الجوانب.
ولفت إلى أن منظومة التأمين الصحي من شأنها تخفيض النفقات الطبية بدل أن يكون لدينا قطاع حكومي يصرف على الرعاية الصحية ومسؤوليته غير محددة في حين هذه المنظومة تعمل بمسؤولية ومقابل قسط تأميني محدد وبالتالي “نضمن عدم تضخم النفقات الطبية”.
وعن نشر الوعي بين المستفيدين من بطاقة (عافية) أكد الهندال أن الشركة نظمت حملة إعلامية وضعت خلالها اعلانات كبيرة تتعلق بكيفية تسلم بطاقة عافية إضافة إلى مجموعة من مقاطع الفيديو حول التغطيات التأمينية وأماكن تسلم البطاقة.
وأوضح أن الشركة تصدر باستمرار نشرات توعوية تخاطب الشريحة المستفيدة وتسلط الضوء على الإجراءات الطبية والتعليمات الخاصة ببطاقة (عافية) والتغطيات بشكل محدد وإجراءاتها مؤكدا أهمية دور وزارة الصحة بنشر الثقافة الصحية في المجتمع.
ومن جانبه أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة مشعل العنزي ل(كونا) أن دور الإدارة في هذا المشروع تنسيقي ويربط ما بين الشركة المنفذة والوزارة المشرفة ومتابعة ملاحظات وآراء الجمهور لنقلها إلى المسؤولين وتحسين الخدمة وتطورها.
وقال العنزي إن نشر الثقافة والتوعية للاستخدام الأمثل لبطاقة عافية هو القيام بوضع المعلومات في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا الخدمات التي تقدمها بطاقة عافية في جميع المراكز والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
وأكد أهمية الاستمرار في نشر الإعلانات التوعوية للمتقاعدين في الشوارع الرئيسية ومواقع التواصل والقنوات الفضائية والإذاعية والتنسيق المباشر مع مسؤولي التأمين الصحي للوصول إلى الجمهور والرد على تساؤلاتهم.
وحول تباين واختلاف وجهات نظر المستفيدين من بطاقة (عافية) بين الإيجابي والسلبي أفاد بأن سهولة تسلم بطاقة عافية من خلال المراكز الصحية في جميع المناطق التابعين لها وتبسيط الاجراءات المعمول بها كان لها الأثر الإيجابي لدى المواطنين وتكوين الصورة الحقيقية لهذا النظام .
وأضاف “أما الردود السلبية فمن الممكن أن تكون حيال إضافة شرائح أكثر أو عدم استخدامها بالشكل الصحيح وكذلك عدم معرفة الخدمات ولذلك ينبغي على من لديه أي استفسار الاتصال على رقم خدمة العملاء.
وحول دخول بطاقة عافية الخدمة الطبية اليوم أكد أن الخدمات ستدفع نحو تخفيف الأعباء عن فئة المتقاعدين بالحصول على الخدمة الصحية وانعاش القطاع الصحي وهذا البرنامج يحمل معنى الوفاء والامتنان والعرفان للمتقاعدين مبينا أن صدوره ثمرة طيبة للتعاون المثمر والبناء بين السلطتين.
وفي لقاءات متفرقة أجرتها (كونا) مع عدد من المواطنين المتقاعدين أكد المواطن المتقاعد بدر بو هندي المميزات الإيجابية للبطاقة التي تعود بالنفع على المستفيدين داعيا إلى ضرورة استخدامها بالشكل الصحيح.
من جانبه أوضح المواطن المتقاعد سليمان الهولي أن بطاقة عافية “ضرورية” لاحتياجاته لا سيما ما يتعلق بالفحوصات السريعة مشددا على ضرورة الوقوف بشكل صحيح على طرق استخدامها.
بدورها قالت المواطنة المتقاعدة مريم الوهيب إن بطاقة عافية لها استخدامات عديدة لكن يتحتم على الجميع استخدامها بشكل مقنن وذلك بزيادة درجة الوعي بها.
من جهتها لفتت المواطنة المتقاعدة انتصار الجناعي إلى إيجابية بطاقة عافية إذ انها تستفيد من خلالها بالمراجعات الطبية ولاسيما من وجود الأطباء المتخصصين فضلا عن سهولة التعامل موضحة أن الإعلانات التي نشرت بشأنها خلقت حالة من الوعي بالخدمة.
وكانت وزارة الصحة قالت إن هناك أكثر من 10 في المئة من المجتمع الكويتي بإجمالي 137 ألف متقاعد يستفيدون من وثيقة التأمين الصحية بطاقة (عافية 2).
وتتطلع الوزارة من خلال (عافية 2) لأن يكون هذا النظام التأميني إضافة إلى الجودة في تقديم الخدمات وتقليل عدد المراجعين من قوائم الانتظار والسرعة في العمليات.
وتبلغ قيمة القسط السنوي الذي تدفعه الوزارة عن المتقاعد المتسلم لبطاقة عافية 1140 دينارا (حوالي 7ر3 ألف دولار) مقابل قيام الشركة بتغطيته بجميع الخدمات الصحية الواردة بوثيقةالتأمين.