آراؤهم

الفرق بين الاستعمار والاستحمار

قد يستغرب القارئ ما هو وجه المقارنة بين الاستعمار والاستحمار وكيف تكون المقارنة والربط ، لكن وبحسبه بسيطة نستطيع وبكل سهولة المقارنة وكذلك التعرف على الفرق بينهما .
فالأول هو استعمار يدخل في عالمك المسالم بكل قوته فيستبيحك ويستبيح خصوصيتك ويسيطر عليها بلا حول منك ولا قوة ولكن يبقى الجميل في الموضوع بأنك تقاوم هذا الاستعمار بكل ما أوتيت من قوه وتدافع عن حريتك بكل ما تملك لأنك متيقن بأن الحياة ليس لها معنى ولا تكتمل مادام الاستعمار مسيطر عليك ،
أما الثاني فهو نقيض الأول حيث أنه هو من يأتي بالاستعمار ويوطنه في مفاصل زواياه وأركان حياته بل وأكثر من ذلك ، فهو الذي يقوم بالسعي بكل قوته بأن يبقى الاستعمار مسيطر عليه ويزداد تمكنه وتمليكه لذاته وخصوصيته ، بل وأبعد من ذلك ، نجد أن ” المستحمر ” يعادي الناصحين له ، ويخاصم محبيه الذين يحاولون أن ينبهونه إلى حقيقة الوضع الذي فرضه على نفسه .

بهذا التعريف المبسط قد أكون استطعت أن أوضح ما هو الفرق بين الاستعمار والاستحمار ، وإذا لم تكن الصورة قد وضّحتْ للبعض فليسمح لي متابعي العزيز بأن اذهب بالتوضيح إلى ابعد مما سبق وبتوضيح ثاني
وأقول بأن الفرق بين الأول والثاني مثل الفرق الرجل البار الذي مهما قست عليه الظروف وساءت به الأيام لم يتنكر ولن يتأفف ممن وطّنوه في قلبهم بالصغر ووطنهم بين حنايا قلبه عندما كبروا ،،،،،
وبين العاق بوالديه من الذكور لأجل زوجته
فالأول مستعمر بحب وحنان الدين الذي يحاول تسديده من ديون المحبة التي حملوه بها والديه
وأما الثاني فهو المستحمر الذي سقط من عين المجتمع بأكمله وعلى رأسهم زوجته التي لم تتوقع بأن تجد مستعمره سهلة الاستعمار كهذا العقل الفارغ.
ما ذكرته في الأسطر السابقة لم يكن إلا ترجمة لواقع اليم ومشهد مريرة رأيته بعيني في أحد دور رعايا المسنين، لامرأة في خريف العمر ، كانت تتألم بصمت وتحاول لملمة شعور الخيبة التي أصابتها وهي تنتظر خلف أسوار المبنى دخول ولدها الوحيد الذي وعدها بأنه سوف يعود لأعادتها للمنزل .

صالح الرحمي