كتاب سبر

أنا الداعشي الإخواني القاعدي.. فمن أنتم ؟!

مع استمرار الأحداث المحزنة والعصيبة في عالمنا العربي من مآسي ومصائب تحل بالمسلمين، ظهرت معها ثلاثة تهم لا تزيد ولا تنقص ، (داعشي، إخواني، قاعدي) وهذه التهم الثلاث تراها نشطة في كل ساحة سياسية عربية ساخنة.

ثلاثة تهم يستخدمها المتسبب بتلك المآسي والمصائب ضد كل من يرفض الظلم الواقع على المسلمين ومن خلفه العلمانية التي تتكسب من تلك المصائب، وغلاة الطاعة والتبديع الذين يزيّنون الظلم بعيون السذج من العرب … فالعلماني يأخذ المكاسب نقدا أو منصبا بينما غلاة الطاعة والتبديع بعضهم يراها من الدين “السمع والطاعة” والبعض الآخر مجرد كراهية في الأحزاب والتيارات الإسلامية التي يراها منافسة له.. ومع هذا وذاك تجد الأعداد هائلة من الأتباع خلفهما.

والتهم الثلاث معروفة لمن توجه، ترفض المجازر في مصر وليبيا فأنت هنا اخواني!. تنتقد صمت الحكومات العربية على الهولوكوست في سوريا وعدم مساندتها للمستضعفين فأنت هنا داعشي!. ترفض الظلم وانتهاك حقوق المسلمين في الدول العربية فأنت هنا قاعدي!.. وأنت لا هذا ولا هذا ولا ذاك ، وإنما هو إرهاب فكري يمارس عليك من خلال السذج الأتباع الذين بدورهم يقومون بوظيفة مسح آثار الجريمة في مجزرة رابعة.. ويبحثون عن الأخطاء في الثورة السورية ليجعلوها حجة في صمت الحكومات وتجاهلها للمستضعفين.. ويشرعنون الانتهاكات بدليل أن “الحكومة أبخص” !!.

فهؤلاء السذج هم وقود الظلم والمجازر والانتهاكات التي حصلت ومازالت تحصل. وسذاجتهم تكمن في حملهم وزر دماء لم يشاركوا في سفكها، وخذلان لم يكن لهم دور فيه، وظلم لم يأمروا به !… ولهؤلاء نقول: إذا كنت أنا الداعشي والإخواني والقاعدي بنظرتكم الإجرامية لي .. فمن أنتم إذن يا من تؤيدون كل جرم وخذلان وظلم يجري للمستضعفين بحجج واهية ؟!!