آراؤهم

أيبكي الرجال؟!

كلمة قالها عبدالرحمن الداخل قبل مئات السنين عندما كان الرجال رجالا وليسوا ذكورا ، رجالٌ فقط في أداء واجبات الحياة وتكاثر الانساب ،،
قالها عندما كان الرجال يقدِّرون قيمة الرجولة وأهمية مواقفهم وامام من تنزل دموعهم !!!
(( أيبكي الرجال ) قالها مستغربا ومستهجناً دموع احد أصحابه عندنا ذهب ليعزيه في استشهاد ثلاثة من أبناءه في معركة ، ورآه يذرف الدمع على فلذات كبده والذين ماتوا في يوم واحد فقال له وهو مستغربٌ من هذا المنظر مستهجناً في حينها وقال ( أيبكي الرجال )
قالها وهو يعلم أن دموع الرجال عزيزة وغالية عليهم ، قالها وهو يعلم أن الرجال في عهده كانوا بالفعل رجالاً ، لم يقلها من فراغٍ ولم يستهجنها وهو لا يعلم بأنها غالية على أصحابها ،
لم يقلها وهو يعلم بأن “الرجال” اليوم يبكون كالنساء على خسارة فريق كرة ، لم يقلها وهو يعلم بأن ” الرجال ” اليوم يتباكون تحت أرجل المغنيات في قاعة المطار ، لم يقلها وهو يعلم بأن الرجال اليوم يبكون كالنساء على فقد معشوقةٍ ” مؤقتة ”
حينما قال (أيبكي الرجال) لم يكن يعلم ما سيصل اليه ذكور هذا الجيل الذين نراهم مترنحين ومتسكعين على جانب طريق الرجال الذين يبكون على إضاعة صلاة أو فريضة ، على رجال يبكون من عظمة القهر على حال الأمة.
مؤسف منظر شبابنا اليوم ونحن نرى البعض منهم في هذا الانحدار ، وقد نزعت من قلوبهم غيرة الرجال ومسحت حرارة الإحساس ، نراهم اليوم وقد الغيت من صفاتهم الشخصية معنى شجاعة الرجال وتحملهم للمسؤولية؟

كم هم اليوم الذين يفهمون معنى مسؤولية الرجل؟
ما هو عدد الذين يعرفون معنى المسؤولية وإتخاذ القرار؟

مجموعة من الاسئلة طرحتها في ذهني أولا وعلى مجموعة كبيره ممن صادفتهم وعرفتهم ولم اجد جوابا مقنعا أو صحيحاً ، واليوم أكتب هذي الحروف وأنا أعرف بأنه سوف يهاجمني مشجع متعصب لفريق كره ، وسينتقدني أحد الذين ترامو تحت أقدام المشاهير ، وسيقلل من أهمية ما ذكرته أحد ” الرجال ” الذي إنتصف به العمر وهو الى هذه اللحظه لا يعلم ما هي مسؤولية الرجال وكيف يكونوا أصحاب الشجاعة.

صالح الرحمي