الإحساء أو “الحسا” كما يطلق عليها أهلها تجمع في قلبها وأطرافها إرثا تاريخيا كبيرا وجمالا طبيعيا خلابا تستوعبه مساحتها الكبيرة التي تحتضن الصحراء وتلامس شواطئ الخليج العربي لتكون فعلا “درة شرقية مرصعة بعبق التاريخ وجمال الطبيعة”.

(أم النخل) الاسم الذي يحب اهلها ان يطلقوه عليها حيث تضم اكثر من ثلاثة ملايين نخلة تنتج أنواعا مختلفة من التمور وكأنها لم تنبت على نفس الارض وتسقى من نفس الماء ومنها (الخلاص) و(الرزيز) و(الشبيبي) وغيرها الكثير.
ويستعمل اهلها التمور في صناعة الكثير من الأكلات والطبخات منها (الخبز الحمر) الذي يستخدم فيه التمر بديلا عن السكر فيما يشكل (الرز الحساوي) وجبة فريدة حيث لا ينبت هذا الرز الا بالإحساء ويميزه لذة طعمه ولونه المائل الى البني وكذلك ارتفاع سعره.
وتعددت الاسماء التي اطلقت على الاحساء منها (البحرين) و(هجر) و(جرهاء) وذلك لأنها استوطنت منذ القدم وأقيمت فيها حاضرات كثيرة وتضم مواقع تراثية مثل مسجد (جواثا) ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة جمعة بالإسلام و(قصر ابراهيم) و(بيت البيعة) اللذين شهدا جانبا من رحلة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وفيها كذلك سوق (القيصرية) والمدرسة (الأميرية) وميناء (العقير) الشهير.
ولاشك ان التنوع الجيولوجي في الإحساء بصحرائها وشاطئها وجبالها رسمها كلوحة جميلة من الربع الخالي الى شاطئ الخليج العربي كما اعطتها المرتفعات الجميلة وعيون الماء تنوعا جميلا يرضي الذوائق المختلفة لمحبي الطبيعة كوجهة سياحية.
وجاءت تسمية الإحساء عاصمة للسياحة العربية لعام 2019 تتويجا لهذا التنوع الرائع الذي تمتلكه خاصة بعد تسجيلها في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
جميلة هي الإحساء بتفاصيلها وأهلها الذين تعلو وجوههم الابتسامة وتسبقهم كلمات الترحيب بالجميع بكلمة (حياك).