شهدت ساحات الاعتصام والتظاهر في بغداد وعدد من المحافظات العراقية الاخرى في الوسط والجنوب اليوم الجمعة توافد آلاف المحتجين استجابة لدعوات تظاهر مليونية اطلقها ناشطون بهدف احياء زخم الاحتجاجات العراقية بعد مرور اكثر من مئة يوم على انطلاقها.
وذكر ناشطون لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الالاف من المحتجين بدؤوا بالتوافد الى ساحة التحرير حيث معقل الاحتجاجات في العاصمة وسط اجراءات امنية مشددة فرضتها الشرطة في محيط الساحة وعلى الطرق المؤدية اليها.
ولفتوا الى ان ذلك جاء استجابة لدعوات اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرات مليونية لاحياء زخم الاحتجاجات الشعبية ولتجديد المطالب بسرعة لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
ونشر اخرون صورا ومقاطع مصورة (فيديو) على مواقع التواصل الاجتماعي لحشود كبيرة تقدر بعشرات الالاف من المتظاهرين وهم يدخلون ساحة التحرير عبر نفق التحرير حاملين الاعلام العراقية.
وفي محافظة (ذي قار) جنوبا ذكر مصدر في الشرطة العراقية ل(كونا) ان ساحة (الحبوبي) حيث معقل الاحتجاجات في مدينة (الناصرية) كبرى مدن المحافظة غصت بآلاف المحتجين وهم يهتفون بشعارات مطالبة بالاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
وبين ان قيادة الشرطة في المحافظة قررت فرض ثلاثة اطواق امنية في محيط ساحة التظاهر وحظرت حركة المركبات قربها لحماية المحتجين.
وفي محافظة (البصرة) نقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقوات مكافحة الشغب وهي تفرق المحتجين في ساحة (ام البروم) باستخدام الهراوات وتعتقل عددا من المحتجين.
كما نقلت محطات تلفزة محلية عراقية (فضائية دجلة) و(فضائية الشرقية) عبر تغطيات واسعة صورا عن احتجاجات ضخمة في محافظات (بابل) و(ميسان) و(واسط) و(كربلاء) و(النجف) و(الديوانية) و(المثنى).
ولم تختلف الشعارات في ساحات التظاهر في تلك المحافظات عن غيرها في بغداد والناصرية والبصرة اذ ركزت على رفض التسويف في تلبية مطالب المحتجين ولاسيما في قضية تشكيل حكومة جديدة برئيس وزراء مستقل.
ولم تسجل حتى الآن اي حالات احتكاك بين المحتجين وقوات الامن في جميع تلك الساحات باستثناء ما جرى في ساحة (ام البروم) في البصرة.
وكان المرجع الديني علي السيستاني قد اصدر بيانا تلي نيابة عنه في خطبة الجمعة بمدينة (كربلاء) اليوم جاء متناغما مع مطالب المتظاهرين ومنتقدا تأخر الطبقة السياسية في معالجة ازمات البلاد السياسية.
وقال السيستاني في بيانه “كفى الشعب ما عاناه من حروب ومحن وشدائد على مختلف الاصعدة طوال عقود من الزمن في ظل الانظمة السابقة وحتى النظام الحالي” داعيا “الاطراف المعنية للتوصل الى رؤية جامعة يكون العراق فيها سيد نفسه يحكمه ابناؤه ولا دور للغرباء في قراراته”.
وكانت الاحتجاجات قد انطلقت في الاول من اكتوبر الماضي ثم هدأت بعد نحو اسبوع لتعود وتتجدد في ال25 من الشهر ذاته وهي متواصلة حتى الان رغم انها نجحت في ارغام الحكومة على الاستقالة واقرار قانون انتخابات جديد وتشكيل مجلس جديد لمفوضية الانتخابات وحل مجالس المحافظات.
وتعثرت مساعي تشكيل حكومة عراقية جديدة رغم انتهاء السقف الزمني الدستوري وذلك بسبب رفض المحتجين لمرشحي الكتل السياسية نظرا لانتماءاتهم الحزبية.