صحة وجمال

مع انتشار فيروس كورونا الجديد.. هل يكون السفر آمناً؟

لا يزال الغموض يحيط فيروس ووهان التاجي، لذا يحث مسؤولو الصحة على توخي الحذر، ما يعني أنه يجب على جميع المسافرين حول العالم أن يكونوا على دراية بالفيروس الجديد، وأن يبتعدوا عن المناطق شديدة التأثر، وأن يمارسوا التدابير الوقائية التي يستخدمونها لتجنب الإصابة بالأنفلونزا وغيرها من الأمراض.

ورفعت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذير السفر إلى مدينة ووهان في الصين، إلى أعلى مستوى، وتحث الحالة “التحذير من المستوى 3” المسافرين على تجنب السفر غير الضروري إلى ووهان.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المسافرين بأن “يظلوا في حالة تأهب إذا كانوا مسافرين إلى أجزاء أخرى من الصين” عن طريق تجنب الاتصال مع المرضى، والحيوانات، وأسواق الحيوانات، إذ تخض أجزاء أخرى من الصين حالياً إلى تحذير من المستوى 1.

تحذر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من السفر الغير ضروري إلى مدينة ووهان الصينية

كما نصحت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في المملكة المتحدة بعدم السفر غير الضروري إلى ووهان.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس، أن فيروس كورونا “ووهان” لا يشكل حتى الآن حالة طوارئ صحية عالمية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الخميس “:لا تخطئوا. هذه حالة طوارئ في الصين، ولكنها لم تصبح بعد حالة طوارئ صحية عالمية. وقد تصبح كذلك فيما بعد”.

نصائح للمسافرين

نفذت بعض المطارات الأمريكية فحوصات صحية للمسافرين القادمين من المناطق المتأثرة في الصين

ويقدم المختصون في مجال الطب هذه النصائح للمسافرين:

هل يجب أن يقلق المسافرون خارج المناطق الأكثر تضرراً بفيروس ووهان؟

تقول الدكتور يوكو فورويا، المدير الطبي للوقاية من العدوى والسيطرة عليها بمستشفى نيويورك-بريسبيتيريان، إننا نعيش في عصر السفر العالمي، لذا لا يمكن الجزم بأن الخطر يكمن في التعرض لشيء ما.

ومع ذلك حتى الآن شملت معظم الحالات ووهان والمدن المحيطة بها.

وتشير فورويا إى أنه “في حين أن نسبة الخطر لن تكون صفراً، فبصفة عامة لن تكون هناك مخاطر مرتفعة بشكل خاص” خارج المنطقة المتضررة.

ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب في قسم الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، إنه ليس مصدر قلق كبير للمسافرين الأمريكيين الذين يسافرون محلياً.

ويضيف شافنر أن المسافرين إلى الصين يجب أن يكونوا أكثر قلقاً.

يجب على الأشخاص الذين سافروا إلى ووهان خلال الأسبوعين الماضيين، ويشعرون بأعراض المرض، مثل الحمى أو السعال أو صعوبة في التنفس، أن يلجأوا مراكز العناية الطبية على الفور، وأن يبلغوا الممارس الصحي مسبقاً برحلة السفر وبالأعراض، وفقاً لإرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

هل يعد السفر أقل آماناً بشكل عام نظراً لأن الركاب الآخرين يمكنهم القدوم من ووهان والمدن القريبة منها؟

يقول الدكتور روبرت كويغلي، نائب الرئيس الأول والمدير الطبي الإقليمي في International SOS & MedAire، إنه يجب على كل مسافر بغرض العمل أن يكون في حالة تأهب وأن يكون على علم بما يجري حوله.

كما يضيف بما أننا لا نعرف ما إذا كان شخص ما في مطار أوهير في شيكاغو قد يسير بجوار راكب مصاب من ووهان، لهذا السبب فإن الاحتياطات العالمية كتلك المستخدمة لمنع انتشار الأنفلونزا تنطبق على أي مسافر.

هل الاحتياطات مثل أقنعة الوجه ومعقم اليدين فعالة؟

تلقى شافنر الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان يجب على الأشخاص ارتداء أقنعة الوجه لتجنب العدوى.

وبالرغم من أنها عادة شائعة ثقافياً في آسيا، ولكنه يقول إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لا يوصي به لعامة الناس لأن “الأساس العلمي الذي يوضح أن ارتداء الأقنعة يأتي بأي فائدة هو في الحقيقة ضعيف للغاية ومشكوك فيه”

ويقول شافنر أنه يمكن استخدام المزيد من أقنعة التنفس المجهزة في الأماكن الطبية، ولكنها في المجمل غير عملية لعامة الناس.

وتقول فورويا إن تعقيم اليدين جيداً هي دائماً فكرة جيدة لحماية نفسك من أي فيروسات ومسببات أخرى في بيئتك”.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بغسل اليدين في كثير من الأحيان بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. ويمكن استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول عندما لا يتوفر الصابون والماء.

ما هي الاحتياطات التي يجب على المسافرين إلى أجزاء أخرى من الصين اتخاذها؟

ينبغي توخي الحذر خلال السفر إلى أجزاء أخرى من الصين.

ويوصي كويغلي بخط سير مرن يمكن خلاله الاستعانة بالمعلومات والإرشادات جديدة عند توفرها.

كما يقترح إتاحة وقت إضافي عند الوصول للمطار، إذ يتم إجراء فحوصات صحية حول العديد من مراكز النقل، وتجنب السفر مع أي أعراض مشابها للانفلونزا.

بينما يحث شافنر المسافرين على “الابتعاد عن أسواق الحيوانات الحية، ومحاولة تجنب الأشخاص الذين يعانون من السعال والعطس”، بالإضافة إلى غسل اليدين جيداً.

ونظراً لأن مصدر الفيروس ما زال مجهولًا، يوصي شافنر زائري المناطق الريفية في الصين بالابتعاد عن الحيوانات الزراعية مثل الدجاج والخنازير.

وتنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتجنب الحيوانات، وأسواق الحيوانات، والمنتجات مثل اللحوم غير المطهية.

هل السفر الجوي أكثر عرضة للخطر بسبب انتشاره العالمي؟

بالنسبة إلى أجزاء من العالم خارج المنطقة المتضررة بشدة، من المحتمل أن يكون السفر الجوي هو المكان الذي يوجد فيه المزيد من المخاطر، وفقًا لفوريا، بسبب زيادة احتمال مواجهة المسافرين الدوليين من المناطق التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بالفيروس.

ويقول شافنر إن انتشار أمراض الجهاز التنفسي الشتوية على الطائرات يعد دائماً مصدر قلق.

ويعد غسل اليدين جيداً بشكل متكرر أمراً بالغ الأهمية للحد من انتقال الفيروس.

ومن الواضح أن هذا الأمر يثير قلقاً خاصاً في الصين في الوقت الحالي، حيث يسافر المواطنون هناك بشكل جماعي للاحتفال برأس السنة الصينية ، التي تعرف بالسنة القمرية الجديدة، وقد تم إلغاء العديد من الاحتفالات العامة الكبيرة للحد من انتشار الفيروس.