آراؤهم

لا تهدموها

ابتلينا في الكويت في الآونة الأخيرة بظاهرة اجتماعية مخيفة، انتشرت بين أوساط المجتمع بسرعة تفوق سرعة بعض الحسابات الإخبارية الإلكترونية في نقل الشائعات، هذه الظاهرة آفة ستأكل كل ما تبقى من محبة وألفة بين أفراد المجتمع، وهي إن انتشرت في قوم حتى منعوا الخير.
فانتشار الحسد في مجتمعنا أصبح ملاحظ بشكل كبير، ومع الأسف يتم تغذيتها من بعض من يسمون بالمحللين السياسيين، فهاهي أزمة مكافآت النفط التي ظهرت بسبب غلطة حكومية ساذجة في اعتبار أيام الراحة في أزمة كورونا أيام عطلة رسمية أظهرت مافي القوم من حسد بغيض، فوجدنا من جعل موظفي النفط وهم إخواننا وأبناؤنا خونة وأعداء للوطن، فقط لأنهم لم يتنازلوا عن حقهم الذي أعطتهم إياه الحكومة حتى ولو بغلطة منها.
والمضحك المبكي في الأمر أن الحملة وجهت بحرب شرسة لا نزاهة فيها، وحملة تخوين جعلت البعض يعتقد أن موظفي النفط لا يعملون شيئا يستحق ذلك، وكأنهم يقضون عملهم بحل الكلمات المتقاطعة.
ومع الأسف وجد هذا الشحن صدى لدى جزء كبير من المواطنين وخاصة القطاعات المظلومة والتي لم تقدر مثل القطاعات العسكرية والطبية والإعلامية والتشغيلية والرقابية، فبدلا من المطالبة بصرف مكافآت لهذه القطاعات مجاراة لما تم صرفه للنفط، تم إشعال نار الحسد في أفراد المجتمع؛ ليتم تغطية أمور أخرى لا نعلمها حالياً وقد تتضح في الأيام القادمة.
وسنجد هذه الظاهرة تعود أيضا لو تم إسقاط القروض الاستهلاكية، فسنجد من يشعلها في قلوب من لم يستفد من إسقاطها، رغم أنه لو تَفَكّر مليّاً لحمد الله أنه أنعم عليه بنعمة تجنب هم الديون والأقساط المنهكة للمقترضين.
خلاصة القول هذه الآفة ستزيد من الشحناء والبغضاء بين أفراد المجتمع مما يضعفهم، فكأني بهذا الحسد ثور هائج يهدم كل أواصر المحبة والمودة بين أفراد المجتمع، فيا ليت قومي يعلمون ما ينتظرهم إذا انتشرت هذه الآفة، فإن لم نحاربها ونتصدى لها ستنهشنا نهش الذئاب وتذهب ريحنا.

فاعلم عزيزي إن كنت اليوم سَتَحْسِد فغداً ستُحْسَد!
فتمنى الخير لإخوانك ولا تكن سطلاً فارغا يملؤه عدوك بما يريد.

نايف عبدالهادي

4 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق