عاد الايطاليون منذ صباح اليوم الاثنين الى الخروج في أنحاء البلاد اثر رفع الاغلاق العام بعد أكثر من شهرين باعادة فتح الأنشطة التجارية والسياحية في خطوة ثانية ضمن مرحلة “التعايش” مع فيروس (كورونا المستجد كوفيد 19) المنحسر في اطار شروط احترازية مقننة.
وتشهد العاصمة روما وباقي المدن الايطالية لاسيما في أقاليم الشمال منذ ساعات الصباح عودة الحركة المنتظمة في وسائل المواصلات وأمام المحال التجارية والخدمية مع التزام شروط الآمان الجديدة الصارمة وأبرزها ارتداء الكمامات الواقية ومعايير التباعد الجسدي واستخدام المطهرات والحواجز العازلة.
ويأتي المرسوم الحكومي الجديد لرفع الاغلاق العام وتنظيم العودة التدريجية للحياة والاجتماعية الاقتصادية بعد أسبوعين من بداية مرحلة “التعايش” الحذر مع الوباء الذي أودى بحياة أكثر 31 ألف ايطالي على ضوء استمرار الانحسار المطرد في معدلات الاصابات والوفيات اليومية طوال هذه الفترة.
وتسمح التدابير المخففة الجديدة للموطنين بحرية الحركة والتنقل دون شهادات وتراخيص واقرارت شخصية داخل حدود الاقليم الذي يقيمون داخله دون التنقل الى أقاليم أخرى الا لدواعي الضرورة في انتظار فتح الحركة فيما بين الأقاليم اعتبارا من 25 مايو الجاري.
وتستأنف اليوم المحال الحرفية والتجارية الصغيرة لاسيما محال الحلاقة ومراكز التسوق ومختلف الأنشطة المرتبطة بالقطاع السياحي من المقاهي والمطاعم وبخاصة في الخلاء والمقاصف والفنادق والشواطئ والمصايف والمتنزهات التي تلتزم بتجهيزات الامان الوقائي وتطبيق معايير التباعد الجسدي وفق بروتوكول حكومي مفصل.
ومع رفع القيود على حركة وتنقل المواطنين شددت الحكومة على “توصية المسنين وذوي الأمراض المزمنة أو المتعددة والأوضاع الصحية الهشة وضعيفي المناعة على التزام منازلهم وعدم الخروج الا لدواعي الضرورة” بينما تعفي القواعد الجديدة الأطفال حتى سن السادسة من ارتداء الكمامات والمعوقين الذين لا تناسب الكمامات حالاتهم.
وتسمح التدابير الجديدة للرياضيين والفرق الرياضية بممارسة التمارين الجماعية وفق الشروط المعتمدة والتي تقضي بوضع كامل الفريق قيد الحجر حال اكتشاف حالات عدوى بينهم بينما أجلت الحكومة تحديد موعد استئناف المسابقات الرياضية وخاصة دوري كرة القدم الذي أكدت جميع الأندية استعدادها للعودة في 15 يونيو المقبل.
ومن المقرر اعادة فتح مراكز الرياضة البدنية الفردية وفق قواعد اصحاح وتباعد لا تقل عن مترين بين الأفراد وذلك ابتداء من الأسبوع المقبل باستثناء مدينة ميلانو التي تعيد فتحها الأسبوع التالي في 31 مايو.
ويبقي المرسوم الجديد على الجامعات والمدارس بجميع درجاتها مغلقة واجراء الدروس عن بعد وحصر الامتحانات بالحضور على امتحانات الثانوية العامة والامتحانات الجامعية التي تشترط العلنية مع تأجيل اعادة فتح المدارس الى العام الدراسي الجديد في شهر سبتمبر المقبل.
وشهدت ايطاليا خلال الأسابيع الأربعة الماضية وخاصة بعد 4 مايو انحسارا مستمرا بوتيرة متزايدة مع هبوط معامل نقل العدوى لأقل من (7ر0 لكل مصاب) وهبوط معدل الوفيات اليومية أمس الى 165 حالة الأدنى منذ بدء الاغلاق العام في 9 مارس بالتزامن مع التزايد الكبير في حالات الشفاء الى 125 ألف متعاف.
واعتبر رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي هذه المؤشرات دليل على نجاح تدابير الاغلاق العام في السيطرة على الوباء مؤكدا في الوقت نفسه امكانية اعادة تفعيل تدابير الاغلاق والحجر في المناطق التي يرتفع فيها (معامل العدوى) عن المستويات المحددة.
أضف تعليق