كتاب سبر

“الشيتان” والفزعة الشعبية

لم يمر علينا تأيد شعبي لوزير مثل ماهو حاصل الآن لوزير المالية براك الشيتان ؛ فالقوى الشعبوية الحرة دائماً ما تقف وراء أصحاب النزاهة والإصلاح الذين لديهم القدرة الكافية للوقوف بوجه أصحاب النفوذ؛ وهذا ما قام به بالفعل الوزير الشيتان حيث قام بسلسة قرارات جريئة ذكرناها في مقال سابق ومن المفيد الإشارة إليها هي على النحو التالي :
– إحالة قياديين من التأمينات إلى “نزاهة” على خلفية شراء أسهم إحدى شركات الطيران .
– إيقاف عملية اندماج بنك بيت التمويل الكويتي مع البنك الاهلي المتحد.
– استرداد 7 مليارات دينار من مؤسسة البترول الكويتية وتحويلها إلى خزينة الدولة.
– التحقيق في فواتير إحتفالية الخطوط الجوية الكويتية.

وغير خفي على أحد أن قراراً واحداً من هذه القرارات كفيل بنسف أي وزير مالية في عهد قريب مضى ؛ فالوزير الشيتان يمثل خطراً على الدولة العميقة من جهتين ؛ الأول الإضرار بمصالحهم الحالية ، والثاني الخوف كل الخوف من كشف فسادهم الذي خرج بعضه على السطح ، والكل تابع بدهشة فضائح غسيل الأموال في الصندوق السيادي الماليزي وفضائح كوريا الشمالية، وقبلهم بلاغ صندوق الجيش الذي أطاح برئيس وزراء سابق.
هذا هو فسادهم الخارجي والذي أساء لسمعة الكويت دولياً ؛ أما الفساد الداخلي لا يعد ولا يحصى ولا “تشيله البعارين” لذلك نرى هذه الهجمة غير المبررة على وزير قدم نفسه على أنه صاحب نفس إصلاحي فبدلا من الإشادة يسعون للإطاحة به .

وعوداً على ذي بدء ؛ ونحن نتابع هذا الاصطفاف الشعبي تأيداً للوزير الشيتان، والذي أسقط الاستجواب قبل موعد حدوثه ، نحاول تحليل حالة النائب رياض العدساني فهي من وجهة نظرنا تتمحور حول أمرين :
– إما أنه غير متابع لهذة الفزعة الشعبية التي سوف تحرقة سياسياً.
– أو أنه ماضٍ للمحرقة رغماً عنه؟!

ولا يسعنا في هذا المقام إلاَّ أن نشكر الشعب الكويتي بكل مكوناته الاجتماعية على هذه الوقفة المشرفة مع الإصلاحيين؛ والمفرح والذي يدعو للأمل هذا الوعي السياسي والمسئولية المجتمعية التي تحلا بها أبناء الكويت الشرفاء .

ختاماً :

تبقى كلمة في الضمير موجهة لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد ؛ هل تعلمون سموكم أن الاستجوابات المقدمة للوزيرين الحربي و الشيتان ؛ المطلوب بها اسقاط حكومتك، فحري بك الدفاع بما أوتيت من قوة ، حتى ولو اضطررت لكتاب عدم التعاون لا تتردد بتقديمه للمقام السامي ؛ فالمجلس الذي لم يعقد ولا جلسة لمناقشة تطورات المرض المستجد ويسعى الآن بكل قوته لعقد جلسة لإستجواب أشراف الكويت غير مأسوف عليه ؟! ؛ هذا هو اختبارك الحقيقي لتبرهن للجميع أنك رجل دولة كفؤ جدير برئاسة مجلس الوزراء ونراهن عليك أنك تستطيع ؛ وذلك بما تحظى به من ثقة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وثقة أبناء الكويت الشرفاء.

اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء شرفاء وأمناء
اللهم نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تكشف عنا الغمة وبلاد المسلمين وكل البشرية برحمتك يا ارحم الراحمين.

ودمتم بخير

د.حمود حطاب العنزي

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق